واصلت كبريات الصحف العالمية تغطيتها لجولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية . حاولت الصحف من خلال تقارير وعدسات مراسليها في مصر رصد أبرز التغيرات التي شهدتها عمليات التصويت . كما عقدت الصحف مقارنات بين مشاعر ومواقف وتوجهات الناخبين المصريين في الجولة الأولي ومثيلاتها في جولة الإعادة . كما حاولت هذه الصحف تحليل ما رصدته في إطار معطيات الموقف السياسي علي الأرض ، الذي اتفقت علي كونه " شديد الاحتقان واشنطون بوست : طوابير متوترة ووجوه عابسة وعيون زائغة لوس أنجلوس تايمز: غياب الشعور بالثقة وجدوي التصويت إندبندنت : الدراما السياسية التي تعيشها مصر هي السبب
لوباريزيان : حل مجلس الشعب ألقي بظلاله علي جولة الإعادة قالت صحيفة " واشنطون بوست " الأمريكية إن جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة المصرية في يومها الثاني تشير إلي أن الناخب المصري ليس هو نفس الناخب الذي كانت تكسو وجهه السعادة بإدلائه بصوته ، لانتخاب أول رئيس له ، في انتخابات تعددية ، كما بدا في الجولة الأولي . وقال تقرير للصحيفة من القاهرة إن حالة من عدم الثقة وعدم اليقين سيطرت علي وجوه المصريين أثناء اصطفافهم في الطوابير أمام مراكز الاقتراع . وأضافت الصحيفة إن المناخ السياسي المحتقن ، وضبابية الموقف ، بعد حل البرلمان ، وعدم وضوح الرؤية بالنسبة للجمعية التأسيسية لصياغة الدستور ، وصلاحيات الرئيس الجديد ، وتزايد الحديث عن احتمالات وجود عمليات تزوير ، كل هذا جعل المصريين يذهبون إلي اللجان للتصويت ، وهم غير سعداء كما كانوا في الجولة الأولي . ونقل مراسل الصحيفة عن سيدة مصرية تدعي سامية ( 45 سنة ) من حيث تقف في الطابور أمام إحد مراكز الاقتراع بالقاهرة قولها : إنها لحظة حاسمة ولكن لا أحد يشعر بالثقة ". صحيفة أمريكية أخري هي " لوس أنجلوس تايمز" ذهبت في تقريرها إلي أن مشاعر الفرح بالمشاركة في الجولة الأولي ، والتي كانت واضحة للعيان علي وجوه المصريين ، قد تحولت في يومي جولة الإعادة إلي عبوس وتجهم وعيون زائغة ، لشعورهم بأن الظروف المحيطة بالتصويت هذه المرة مختلفة ، ولا تبعث علي الراحة أو الثقة في أن صوتهم هو الفيصل ، كما أن هناك مخاوف لدي كثيرين بأن هناك خطة مسبقة لتوجيه النتيجة في صالح مرشح بعينه ، مما يعني ضياع الثورة وسط اتهامات موجهة للمجلس العسكري بالتلاعب بالأحداث ، كما أن المفاضلة بين مرشح حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسي، الذي يمثل الإسلام السياسي، وأحمد شفيق آخر رئيس وزراء مبارك وأحد أقرب المقربين له سببت توترا لقطاعات كبيرة .. ونقلت الصحيفة عن سيدة مصرية تدعي دينا قولها: " أنا أصوت لمرسي ، رغم أنني أعرف النتيجة ، فالجيش لن يسمح مطلقا بفوز مرسي ، وأعلم أن خيار المجلس العسكري سيكون شفيق ، ومصريون كثيرون لم يصوتوا في هذه الجولة لهذا السبب ". وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن جولة الإعادة قد تكون الباب الخلفي الذي يعود منه مبارك ونظامه القديم من خلال فوز مرشح النظام أحمد شفيق ليحكم قبضته علي مصر من جديد. ونقلت الصحيفة عن طالب مصري يدعي محمد قاسمقوله : " أنا في حالة اكتئاب بسبب محاولات إجهاض الثورة المستمرة. أما صحيفة " فاينانشيال تايمز " البريطانية " فقد حذرت من أن نتائج انتخابات جولة الإعادة إذا انتهت بفوز شفيق فقد تصعد من حدة المواجهة بين المجلس العسكري والقوي السياسية التي قامت بالثورة. وقالت صحيفة " إندبندنت " البريطانية إن مشاعر المصريين التي صاحبت يومي جولة الإعادة ، وكذلك ضعف نسبة المشاركة إذا ما قورنت بالجولة الأولي تجسد الدراما السياسية ، التي تعيشها مصر الآن ، بعد حل قضاة المحكمة الدستورية العليا الذين كان قد عينهم مبارك للبرلمان الذي كان قد تم انتخاب أعضائه في انتخابات حرة ، وإعلان الجيش - واقعيا - الأحكام العرفية. أما صحيفه "لو باريزيان" الفرنسية فقد علقت- عبر موقعها الإلكتروني أن المصريين أنهوا أمس الإدلاء بأصواتهم في اليوم الثاني والأخير من الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية "الأولي منذ سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير 2011" ليختاورا ما بين مرشح جماعة الاخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي، ورئيس الوزراء الاسبق الفريق أحمد شفيق. وأشارت الصحيفه إلي أنه من المقرر أن يتم الإعلان عن النتائج الرسمية الخميس القادم . وقالت إن عمليه الاقتراع تمت بدون عقبات رئيسية "لكن إعلان المجلس العسكري الذي يدير البلاد منذ سقوط مبارك عن حل البرلمان المنتخب في ديسمبر الماضي وفقا لقرار المحكمة الدستورية العليا قد ألقي بظلال قاتمة علي جولة الإعادة . ومن جانبها اذاعت قناة "فرانس 24" الإخبارية الفرنسية تقريرا إخباريا أبرزت من خلاله المشهد الانتخابي في مصر في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية . وقالت إن الجولة تأثرت بتصاعد الاحتقان السياسي في البلاد بعد حل مجلس الشعب.