نجوى عوىس لم يعد مجلس الشعب هو الجهة الوحيدة التي تصدر تشريعات معيوبة، وغير دستورية لأهداف.. وأشخاص بعينهم.. ولكن جاء شقيقه مجلس الشوري صاحب الأغلبية من حزب الحرية والعدالة علي نفس شاكلته بإصدار تشريعات.. وقوانين موجهة.. ومعيوبة أيضا.. وكان آخرها وضع المعايير لاختيار رؤساء تحرير الصحف القومية التي كانت مملوكة للدولة للاستيلاء عليه عنوة لتكون لسان حال الجماعة وحزبها الذراع السياسية لها.. وكأن الثورة لم تغير شئ. كانت أول تصريحات رئيس المجلس غير المنتخب إلا من الجماعات الاسلامية وأحزابها، " وصهر " رئيس حزب الحرية والعدالة، والمرشح المحتمل للرئاسة وأحد مؤسسي الحزب.. والذي أكد ضرورة خصخصة هذه المؤسسات بهدف الاستيلاء عليها.. وتغيير جميع رؤساء تحريرها بصحفيين يكون ولاؤهم له شخصيا لرد جميله علي اختيارهم.. من أجل هذا خرجت علينا هذه المعايير المعيوبة.. التي لم نجد أي موافقة عليها من جانب الصحفيين في هذه المؤسسات خوفا عليها، خاصة بعد أن أصبحت تتسم بالحرية.. والديمقراطية بعد ثورة يناير.. ولم يعد رئيس التحرير يتدخل فيما يكتب الصحفي سواء بالمدح.. أو القدح للحكومة أو المجلس العسكري الذي يدير شئون البلاد وتحويلها إلي الصبغة الأخوانية، التي لا تخلو حتي نقابتهم منها.. ولم يكن في أذهاننا عندما انتخبنا الزميل النقيب الموقر ممدوح الولي أنه تكملة لمخطط الاخوان للاستيلاء علي جميع مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية.. بل حتي النقابات المهنية، وأهمها نقابة الصحفيين لتحويلها إلي مؤسسة تتحدث وتمدح الجماعة، وحزبها السياسي لتخرج علينا بعد صعودها إلي الحكم علي أكتاف الشباب مفجر الثورة.. " ونفش" ريشها علي الشعب.. والصحفيين المعارضين له. إن مايحدث من مجلس الشوري الآن هو إرهاب فكري.. ومهني للصحافة القومية.. والشئ المشين هو موقف الزميل النقيب الأخواني قلبا وقالبا.. الذي لم يعترض علي هذه المعايير المضحكة التي وضعها أعضاء الشوري من الإخوان وهو منهم.. ولقد اتخذنا قرارا بضرورة التصدي لها لما فيها من تدمير للصحف التي خرجت من جلباب السلطة لتثبت حريتها.. والكتابة بديمقراطية دون هيمنة رئيس التحرير علي أي كلمة تكتب بالرغم من الانتقادات التي تخرج أحيانا عن الحدود المهنية المتعارف عليها.. وفي كل مرة يقال دعونا نري موقف النقيب.. ياحسرتي علي النقيب لم يحرك ساكنا لدحض دعاوي الحرية والعدالة.. وإنقاذ زملائه من هذا التعنت المقيت.. وآخرها معايير تدمير الصحافة القومية للوعود البراقة التي منحت له.. والمكشوفة لدي جميع الصحفيين بمنحه رئاسة مؤسسة الأهرام.. أو وزارة الإعلام من يدري.. فلم ينظر لموقفه النقابي تجاه كل الصحفيين بل خرج مؤيدا بل مهللا لهذه المعايير المعيوبة مهاجما لزملائه ممن رفضوا حضور الاجتماع مع رئيس مجلس الشوري.. والبعض الآخر انسحبوا من الاجتماع اعتراضا علي ماجاء فيه من مسلسل هزلي، وهم متخذوا القرار من قبل بالموافقة علي هذه المعايير المعيوبة.. وهذا ما أكده النقيب في برنامج »الحياة اليوم« بأنه تم الانتهاء من الموافقة علي المعايير.. ونحن نسأل السيد رئيس مجلس الشوري والأعضاء ماذا لو تم حل المجلس.. وظل رؤساء التحرير علي رأس مؤسساتهم هل سيستطيعون النظر في وجه أصغر صحفي بها ؟!.. أما النقيب المحترم فنحن نقول له لاتفرح كثيرا فالتجديد النصفي قادم قريبا لامحالة.. ولن نمنحك شرعية الجلوس علي مقعد النقيب مرة أخري.. فأنت أثبت أنك لست أهلا له.. فنحن وليناك علينا ياولي لتعبر عن رأينا.. لكننا يبدو أننا قد أخطأنا الاختيار وأمامنا فرصة للتصويب.. وتصحيح الأوضاع.. وفي النهاية عيب.. عيب بانقيب.. وعجبيييي!!!.