د. سمية سعد الدين منذ وعيت علي امتحانات الثانوية العامة.. ومنذ وعيت علي الكتابة الصحفية.. وأنا أتابع كمُمتحنة ،أو ممتَحنة، أوقارئة أو كاتبة صحفية، مايعنيه امتحان الثانوية العامة لكل المصريين من حيث أنه أصعب الامتحانات التي يجب علي العائلات المصرية قبل الأبناء اجتيازها وعبورها إن كانوا ينوون شق الطريق إلي المستقبل القريب. وهو ماكان يعني ومازال- أن تُشحذ كل الهمم وأن توفر كل سُبل النجاح، وأن تُرصد كل الجهود ليَعبُر الأبناء الشباب هذا الامتحان كي يحصدوا نجاحا متميزا استغرق منهم جهد كل سنوات الدراسة، وليسمح لهم بمكان لائق متميز في كليات الجامعة.. فكيف والمصريون وكل أجيالهم يعبرون امتحان الثورة المصرية، الذي استغرق عمرهم كله، ويريدون أن يحجزوا من خلاله بقوة وتحد مكانا راسخا لهم علي خرائط العالم المتحضر، ويحلمون بأن يتغير عالمهم إلي الأفضل، وأيامهم إلي الأجمل والأكثر إشراقا.. أفلا يستحق منهم هذا الامتحان أن يتعلموا أكثر، وأن يكرسوا جهودهم أكثر،وأن يتعبوا ويسهروا أكثر، وأن يتحملوا أكثر، وأن ينشدوا بذل الأكثر، وأن يعملوا علي تحسين مجموع جهودهم أكثر، حتي يجتازوا امتحانهم المصيري بتفوق مشهود ، تفوق يجيبون به علي الأسئلة الصعبة التي تمثل لهم التحدي الصعب، وليثبتوا أن إبداعاتهم وإلهاماتهم لايمكن أن يقف في طريقها مايعجزهم عن استكمال طريق نجاح ثورتهم. . والواقع أن الحقيقة التي لايمكن إنكارها من العالم كله والمتابعين والراصدين لنتائج امتحانات ثورات الشعوب هي أنهم لايمكن أن يشهدوا إلا بتفوق المصريين في اجتيازهم لامتحان ثورتهم الصعب، حيث جاءت الإجابات كلها، والتي كتبها شهداء الامتحان بدمائهم الذكية علي ورقة إجابات بلدهم مصر، تثبت أن إرادتهم في نجاح ثورة من بلدهم التي فدوها بأرواحهم برضا وسماحة وتفاؤل،هي إرادة أصيلة، وهي الإرادة المصرية التي سجلت بفخر فيما بعد بنار ونور قصص استشهادهم علي شواهد قبورهم، بعد أن أدوا اختبارهم الوطني بصدق دون ضجيج أو طلبا لثمن التفوق أو مزايدة علي قيمة مادفعوه من ثمن غال له - ثمنا ربما دفعوه هم مقدما- ولكن مازالت عائلاتهم تسدد فاتورته حتي اليوم، عن رضا وإيمان منهم بأن دين الأوطان واختبارات ثوراتها تستحق منا أن ندفع أغلي الأثمان، حتي وإن كانت أرواح الأبناء أو أجسادهم أو عيونهم أو وجودهم كله ! هو إذن اختبارنا نحن المصريين، شبابا كنا أو شيوخا، رجالا أو نساء، وهو اختبار العمر وأيضا اختياره، اختيارنا للثورة علي الظلم، وعلي العدوان علي النفس، والعدوان علي الحقوق الإنسانية الذي عانينا منه كشعب لم يفهم حُكامه الظالمون أن صبرنا عليهم لسنين إنما كان يحمل في رحمه لحظة الانفجار، وأن تسامحنا معهم لعقود لم يكن يعني أننا كنا نخشي نتائج الانفجار والاختبار، ولكنه كان يعني خوفنا في المقام الأول علي سلامة الوطن، قبل الخوف علي سلامتنا، وأننا عندما لم نجد بدا من الانفجار اندفعنا لاجتياز الاختبار الصعب دون تردد او خوف، حتي أنجزنا الجانب الأكبر من ثورتنا وخلعنا عنا ثوب الخوف وكسرنا عرش حاكمنا الظالم ،وأننا مازلنا ندرك بوعي أنه مازال علينا أن نستكمل باقي اختبارات اجتياز الامتحانات التكميلية لثورتنا، بترو وحكمة وإبداع كي ننهي إجاباتنا علي باقي الأسئلة الصعبة التي وضعها ممتحنونا لنا في ورقة امتحان المستقبل كي لايجتازه بتفوق وعن جدارة واستحقاق إلا من يستحقه من الممتحنين الشرفاء الذين يدركون قيمة النجاح بشرف لا الحصول علي أكبر المجاميع من خلال محاولة الغش الجماعي! النجاح أمامنا، والتفاؤل طريقنا، والإيمان درعنا، والإصرار سلاحنا،والتحدي إنجازنا، والعودة من نصف الطريق لن تكون منهجنا، والتخلي عن مصداقية الثورة لن يكون اختيارنا، واستكمال مشوار التحرر لبلدنا، مهما تم تشويشنا من جانب جماعات أو أحزاب أو مجالس أو تحزبات أو جماعات أو صناديق مترددة أو دساتير مضللة أو إعلام موجه ضدنا، أو تزوير أو تشويه ، أو مندسين، أو مخادعين أو متشككين، لن يكون مُحبطا لثورتنا ، بل علي العكس سيكون وقودا لها، وباعثا علي استكمالها، ونقاط ضوء لثوارها.. الثورة مستمرة في إنجاز نجاحها، وفي تقييم وتقويم قدراتها، وفي تحقيق إبداعها.. والثورة قادرة ومقتدرة وموفقة ومتفوقة، ومنجزة وناجزة رغم أعدائها، ورغم حُسادها،ورغم الدُخلاء، ورغم الوكلاء بإذن الله, مسك الكلام.. حاز الشاب خالد سعيد علي الترتيب الأول ودون منافس علي مستوي مصر، في شهادة الثورة المصرية، فعاش "خالدا" علي صفحات تاريخها، وأخلد النوم شهيدا "سعيدا" في أحضانها!