د.سامى الباجورى من ستنتخب؟ مرسي أم شفيق هو السؤال المتداول الآن بين الناس في البيوت والشوارع وفي وسائل المواصلات وحتي في أماكن العمل. ولأنني من غالبية الناس التي ليست مع مرسي ولا مع شفيق فان من يؤيد مرسي ويعلم انني »أنتوي« بلغة المحبوس ألا أعطي صوتي لهذا أو لذاك يحرضني بشدة علي اعطاء صوتي لمرسي لأن عدم مشاركتي ستأتي لمصلحة شفيق. ونفس الأمر بالنسبة لمؤيدي شفيق يؤكدون لي ان عدم التصويت سيكون في صالح مرسي، ويستمر المشهد ويتكرر بدرجة متعادلة تجعلني أكاد أفتي ان الرئيس القادم منهما سيأتي بفارق ضئيل من الأصوات من الآخر قد يقل عن الفارق بينهما في المرحلة الأولي، وهو الأمر الذي يدفعني إلي ان أدعو كل رافض لهما مثلي رفضا ليس شخصهما ولكن لانتمائهما وتوجههما، حيث ان مرسي هو المرشح الاحتياطي الذي تمكنت جماعة الإخوان الدينية من وضعه في مقدمة السباق الرئاسي، وشفيق هو رجل عسكري برتبة فريق سابق في معسكر مبارك والحزب الوطني لذا أدعو كل رافض لهما سواء كان الرفض لهذا السبب أو لأسباب أخري ألا يتأثر بضغط المؤيدين والمريدين، وألا يفكر في ان يعطي صوته لمن يراه منهما أقل ضررا وخطرا علي الثورة كما يدعون لأن هناك طريق ثالث يجنبنا جميعا الأضرار والاخطار ويضمن لنا ان يعمل الرئيس القادم سواء جاء مرسي أو شفيق طوال مدة توليه الرئاسة علي التوافق مع كل القوي السياسية ويحاول ارضاء كل الناس كل الوقت وليس ارضاء بعض الناس بعض الوقت كما يجري الآن في المفاوضات الدائرة بين المرشحين الاثنين والقوي السياسية والتي قد تسفر عن وعود أو اتفاقات بضمانات أو بدون ضمانات لكن الضمانة الوحيدة والأكيدة والتي لا يمكن الالتفاف عليها هي الارادة الشعبية والتي ستتمثل حينئذ في الأغلبية التي لم تذهب إلي الانتخابات مضافا إليها عدد المؤيدين للمنافس الذي لم ينجح فيصبح الرئيس القادم حاكما بأقلية عددية هم مؤيدوه الفعليون -وهي نتيجة لو استطعنا تحقيقها ستكون نتيجة مثالية تذكرنا بنتائج الدول العريقة ديموقراطيا صاحبة الأنظمة البرلمانية والتي عندما لا يستطيع حزب الأغلبية فيها ان يتخطي نسبة الخمسين بالمائة من المؤيدين فانه يضطر ان يلجأ إلي الأحزاب المنافسة لكي يشكل معها أو مع بعضها ائتلافا حكوميا يديرون من خلاله البلاد لما فيه صالح الأحوال للناس ولجميع القوي والتكتلات السياسية. فهل نستكثر علي أنفسنا بعد ثورتنا العظيمة ان نقدم علي فعل ثوري آخر يستطيع ان يؤهلنا للوقوف في مصاف الدول المتقدمة.