عندما هبطت الطائرة المروحية ،التي حملت مبارك بعد النطق بالحكم، الي سجن طرة تساءل : أنا فين ؟ قيل له : أنت في سجن طرة ! بكي مبارك وهو يردد " أحنا ما أتفقناش علي كده " !! وبعيدا عن الانفعال والدهشة التي أصابت مبارك، والمفاجأة التي لم يتوقعها، لنا أن نسأل، من هم الذين يتحدث عن اتفاق معهم ؟ وما هي طبيعة الاتفاق اتفاق حول ماذا؟ ولماذا؟ ولا يحتاج الأمر الي إعادة السؤال، فطوال عام ونصف منذ تنحيه مبارك الي اليوم، وهو يعامل معاملة خاصة واستفزازية، ثمة أتفاقا كان للمحافظة عليه، واحترام تاريخه العسكري، وهي الأسباب التي دفعته لرفض السفر، ورفض فكرة اللجوء الي دولة أخري مبارك لأشهر طويلة قبل التحفظ عليه، وعلي نجليه، بوضعيته كرئيس الجمهورية، الي الحد الذي كانت ترسل اليه التقارير اليومية من الرئاسة ولمدة 45 يوما متواصلا!! وفي الانتقال الي المركز الطبي العالمي بطريق الأسماعيلية، احتفظ بنفس المعاملة الخاصة كرئيس(رغم الحبس الاحتياطي) وتكاليف علاج علي نفقة الدولة تجاوزت الملايين !! وقد حرصت كل التقارير الطبية علي التأكيد علي ضرورة بقائه بالمركز العالمي، وعدم ملاءمة مستشفي طرة لحالته الصحية! وهو ما دفع وزارة الداخلية، لإعادة تجهيز وربما بناء مستشفي طرة من جديد، بأحدث الأدوات والأجهزة الطبية ،والوسائل الأمنية أيضا، بما تكلف الملايين من الجنيهات..! الاتفاقات واضحة من البداية ،الحرص علي معاملته بصورة تحفظ مكانته كرئيس سابق، لم يعامل في أي يوم كمتهم ،أو رئيس رفضه شعبه وأجبره علي التنحي، أسقطه وأسقط نظامه، وليس غريبا بعد ذلك أن يتساءل ويندهش: "أحنا ما أتفقناش علي كده " !!