صديقى الجالس بجوارى خدعه العُنوان الصحفى الذى يقول: "ليلة مبارك الأولى فى طرة... طلب استدعاء طنطاوى وقال: "إحنا ما اتفقناش على كده"، فصديقى ربط بين الجملة الأولى "طلب استدعاء طنطاوى، بجملة إحنا ما اتفقناش على كده"، بأنهما جملة واحدة وهذا يؤدى إلى تفسير فيه لبس وربما شك كبير يقلب الدنيا على إللى فيها، وصديقى فهِم أن مبارك يعنى اتفق مع طنطاوى على كل حاجة، ولما قلبت الحكاية بجد وشاف نفسه فى سجن طرة، طلب طنطاوى وقال كلمته إياها. والحق أن الصواب جانَبَ الصديق فى فَهمه؛ فمبارك كان منفعلاً وطلب طنطاوى، وطلب أيضًا وزير الداخلية، ورفض طلبه، وجملة "ما اتفقناش على كده"، يعنى أنه كان يتخيل أنه هيرجع للمركز الطبى وليس إلى مزرعة طرة.. كما نقلت صحف عن مصادر بالسجن أن مبارك عندما هبطت الطائرة سأل: "إحنا فين؟!"، فكان الرد من حراسته: "إحنا فى طرة يا ريس!"، فغضِبَ، وقال "إحنا ما اتفقناش على كده.. أنا رايح المركز العالمى!". نعم، فشل مسئولو السجن فى إلباسه البذلة الزرقاء لما انهار، وراح فى غيبوبة؛ مما اضطرهم إلى إلباسه "ترينج أزرق"، ورحمة بحالته سمحوا لابنه جمال يبيت معه الليلة الأولى فى الغرفة التى تضم خمسة أسِرَّة. مبارك استيقظ فى السادسة صباحًا وطلبَ الإفطار، ثم تناول علاجه، وفى الثامنة دخل عليه ضابط يحمل معه عهدة كل سجين، ومنها البذلة الزرقاء، نظر إليه مبارك غاضبًا، وانفعل حتى راح فى غيبوبة، ونصح الأطباء إدارة السجن بعدم إجباره على ارتداء تلك البذلة؛ خوفًا من تدهور حالته الصحية. بالتأكيد أن تظهر علامات الاكتئاب على مبارك؛ خاصة عندما سأل مأمور السجن عن سر عدم وجود هاتف فى الغرفة، فأخبره المأمور أن لوائح السجن تمنع ذلك. وتقول روايات إنه التقى صفوت الشريف وفتحى سرور، وشكا لهما سوء معاملة المجلس العسكرى له، وحاول الاثنان امتصاص غضبه قائلين: "كلها 60 يومًا، والنقض هترجع القضية.. وهتاخد براءة!" لست مع الذين هوَّلوا وبالغوا فى الأمر، واتهموا مبارك بأنه لما فوجئ على سلم الطائرة أنه فى سجن طرة "سب الدين"، ثلاث مرات؛ لأن الصحف نفسها تقول أنه "تحسبن"، أى قال: حسبى الله ونعم الوكيل، فهذه "الحسبنة" لا تتفق مع "سب دين الله"، لا نطقًا وعرفًا ولا يستسيغها العقل. هذا هو مبارك الذى عاش أكثر من نصف عمره فى قصور الرئاسة؛ حيث العز وأكل الوز والفخفخة والحياة الناعمة المرفقة، يبيت على سرير فى سجن مزعة طرة "ربنا لا يريه لا لكم ولا لعزيزلديكم". وسبحان الله العظيم الكبير المتعال "قل اللهم مالكَ المُلكِ تؤتِى المُلكَ مَن تشاءُ وتنزعُ المُلكَ ممن تشاءُ، وتعزُّ مَن تشاءُ وتذلُّ مَن تشاءُ بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شىءٍ قديرٌ". ********************* ◄لجنة مِصرية لتسجيل القصور والاستراحات الرئاسية ضمن الآثار الإسلامية = ثم تستحوذ عليها الآثار وتسجَّل باسم الوزارة ومفيش أى رئيس "يهوّب ناحيتها" بعد كدا، ونشوف للرئيس القادم فيلا مستأجَرة فى المدن الجديدة! ◄الأسد يؤكد على الحل الأمنى.. والسعودية تؤيد المناطق العازلة = الأسد بدأ "ينخ" وَرّوه "العين الحمرا" أكثر شوية عشان "يسلم النِّمَر"، ويرفع "الراية البَيضَا" ◄مَيدان التحرير يعود للواجهة بعشرات الألوف من المتظاهرين = الميدان أدمَن الثوار، والثوار أدمنوا الميدان، وأهو "يونِّسوه" بدل الوحدة اللى هو فيها، وبيغنى لعبد الوهاب: "طول عمرى عايش لوحدى". ◄حالة (ميم.. ميم.. ميم)، عُنوان مقال لعماد الدين أديب فى "الشرق الأوسط" = خُلاصته هو أن حالة إدارة الأمور حسب المِزاج العام، والاعتراض على القاضى والصُّندوق وحَكَم المباراة، هى حالة يمكن اختصارها بحالة "ميم، ميم، ميم" وهى تعبير عن "مشكلة"، "مصرية"، "مزمنة"!! ◄◄آخر كبسولة ◄صحف أمريكية شهيرة تقلل عدد أيام الصدور، وتستغنى عن بعض موظفيها = الله يبشرك بالخير يا مَن نشرت الخبر، إن كانت الصحف الأمريكية عملت هذا، فكيف بصحف المشرق والمغرب العربى، والتى لا يمنعها عن فعل ذلك إلا الحفاظ على ماء الوجه فقط.. والآن ستقلدها؛ لأننا ابتُلينا بالتقليد الأعمى، والظاهر أن الواحد فينا - معاشرَ الصحفيين أو الكتبة- من الآن خلاص نكسر أقلامنا وكمبيوتراتنا ويروح يدور له على "عربية كشرى" ولا "عربية بطاطا" عشان يسترزق منها، ويربى الأولاد. دمتم بحب [email protected]