د. م. عادل جزارىن اني والحمد لله لست مرشحا لرئاسة الجمهورية، ولكن ذلك لم يمنعني من متابعة جزء كبير من البرامج التي تقدم بها بعض مرشحي الرئاسة.. وهي في غالبيتها برامج جديدة تهدف إلي التصدي للمشاكل الرئيسية التي تواجه مصر في الوقت الحالي.. والنهوض ببلدنا لتصبح دولة متقدمة لها مكانتها التي تستحقها في عالمنا الحديث. ولكني أود ان اشير هنا إلي بعض هذه النقاط الهامة التي شعرت انني افتقدتها في هذه البرامج رغم الأهمية القصوي لها من وجهة نظري. أما النقطة الأولي فهي ضرورة التصدي للتكاثر السكاني المرتفع فنحن نتزايد بمعدلات مخيفة فنحن الآن نقترب من التسعين مليون نسمة وإذا استمر معدل التزايد الحالي فان عدد السكان سوف يتضاعف كل 53 عاما!! والسؤال هنا كيف يمكن اتاحة المعيشة الكريمة لكل هذا العدد المتزايد، ونحن نواجه نقصا في مواردنا المائية.. ووصلنا فعلا إلي حد الفقر في نصيب الفرد من المياه.. مع احتمال تناقص هذه الموارد مستقبلا؟! كما اننا نواجه نقصا في مواردنا الغذائية واصبحنا نعتمد في غذائنا علي الاستيراد لحوالي 06٪ من الغذاء وفي مقدمتها القمح والذرة والسكر والزيوت وغيرها. ونواجه نقصا شديدا في الطاقة وخصوصا في المواد البترولية التي نستورد جزءا كبيرا منها وتدعمها الحكومة بمبالغ ضخمة، وأيضا في المساكن التي تحولت إلي عشوائيات.. وفي تردي التعليم والصحة.. وفي رأيي ان المرجع الأساسي لذلك هو الزيادة السكانية السريعة.. وأصبح المبدأ مواجهة الكم وليس الجودة. أما النقطة الهامة الثانية فاننا نسير دون خطة طويلة المدي في عالم يتغير بسرعة، ولابد من التخطيط لمواجهة هذه المتغيرات وفي مقدمتها العولمة وانهيار الحواجز الجمركية والزيادة السكانية المشار إليها اعلاه. ان كل الدول التي تقدمت في السنوات الأخيرة وفي مقدمتها دول جنوب شرق آسيا - والهند وجنوب افريقيا وغيرها.. جميع هذه الدول قد وضعت خططا طويلة ولمدة لا تقل عن ال52 عاما هذه الخطط تأخذ في الاعتبار كل المتغيرات المتوقعة من زيادة السكان -نقص المياه- نقص موارد الطاقة والمتغيرات العالمية.. والعولمة وازالة الحواجز الجمركية.. وغيرها. فأين نحن من كل هذا؟! لقد كنا نركز في الماضي علي برامج السنوات الخمس ثم البرامج الانتخابية للرئيس مبارك وهي 7 سنوات ولكننا تقاعسنا عن وضع خطة طويلة المدي. واني اري انه قد أصبح من الضروري الآن ان نضع خطة طويلة الأجل يشارك فيها كل الخبراء المصريين الذي تزخر بهم جامعاتنا والمجالس القومية المتخصصة وعلمائنا في الخارج ليتكاتفوا جميعا لدفع هذه الخطة الطويلة الأجل »52 أو 04 عاما« يؤخذ في الاعتبار فيها كل المتغيرات العالمية وكيف سوف تواجهها اخذا في الاعتبار كافة الموارد المتاحة لنا والزيادة السكانية وغيرها من العوامل المهمة وارجو ان يكون ذلك في مقدمة اعمال الرئيس المنتخب القادم.