إبراهيم سعده عرفنا الدكتور عبد المنعم ابوالفتوح المترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية من خلال المناصب التي تولاها والمواقف التي تمسك بها خلال مشواره الطويل كأحد القيادات الطلابية الإخوانية، وأمين عام لاتحاد الأطباء العرب، ومدير عام المستشفيات بالجمعية الطبية الإسلامية، وعضو سابق بمكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين. لكن د. أبو الفتوح اكتسب شهرته العالية التي يركز أنصاره عليها في معركة الانتخابات الرئاسية لأنه يعتبر "من أبرز الإخوان المنفتحين، وأكثرهم جرأة وشراسة في معارضة الحكومة الواحدة بعد الأخري ويصفه كثيرون ب "رائد جيل التجديد داخل الجماعة". وفي سيرته الذاتية المنشورة حالياً علي مواقع كثيرة وبلغات متعددة قرأت الفقرة التالية: "تميز أبو الفتوح في الجامعة بنشاطه واهتمامه بشئون زملائه فشغل منصب رئيس اتحاد كلية طب قصر العيني التي كانت في ذلك الوقت رائدة في العمل الإسلامي ثم رئيساً لاتحاد طلاب جامعة القاهرة، وانضم إلي جماعة الإخوان وتدرج في مناصبها وصولاً إلي اختياره عضواً في مكتب الإرشاد منذ عام 1987 وحتي 2009". ويذكر للطالب عبدالمنعم أبوالفتوح أنه في لقاء طلابي مفتوح مع الرئيس الراحل أنور السادات طلب الكلمة هاجم فيها المحيطين برئيس الجمهورية آنذاك ووصفهم ب "مجموعة من المنافقين"، واستند في ذلك إلي منع الشيخ الراحل محمد الغزالي من الخطابة، واعتقال عدد من الطلاب عقاباً لهم علي تظاهرهم في الحرم الجامعي. ولم يغضب السادات مما قاله الطالب عبدالمنعم أبو الفتوح، فالرئيس الراحل جاء إلي اللقاء ليسمع آراء وأفكار واقتراحات وانتقادات طلاب الجامعة، وليس لمجرد الاجتماع بهم لإلقاء كلمته عليهم. ويبدو أن الثائر، المجدد، والمتدين الوسطي، لم ولن ينسي هذه الواقعة، وحمّلها أكثر مما تحملته خلال السنوات التالية التي تعرض فيها للاعتقال عام 1981 ليس بسبب مهاجمته للمحيطين بالسادات لا السادات شخصياً.. فقرار منع الشيخ الغزالي من الخطابة، وقرار اعتقال عدد من الطلاب المتظاهرين كان قرار وزير الأوقاف ووزير الداخلية لأسباب ومبررات اقتنعا بها وليس بناء علي "توجيهات سيادة الرئيس"! منذ أيام معدودة ماضية.. فاجأنا المترشح لرئاسة الجمهورية المبشر بالتغيير للأصلح، والتجديد للأفضل، والأخذ بالوسطية الدينية التزاماً بحقائق الدين الإسلامي السمح الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح الذي هاجم رئيس وزعيم مصر الراحل الذي لا ينسي: أنور السادات بالصوت والصورة.. علي الشاشة الصغيرة وتدني إلي أقصي مدي في إظهار كراهيته، و أملاً في الانتقام ممن غادر كرتنا الأرضية وصعد إلي جنة السماوات المعهودة للأبرار.. لا لشيء إلاّ تشفياً في الزعيم الراحل، والتشهير به، بزعم مسئوليته عن تكرار اعتقاله، وسجنه كإحتياطات للأجهزة الأمنية، من جهة، ولتنفيذ أحكام قضائية، من جهة أخري فرأيناه، وسمعناه، يندد باتفاقية السلام مع إسرائيل التي أيدها ووافق عليها أغلبية المصريين آنذاك كبداية لاتهامه البشع للرئيس السادات بأنه: "باع مصر" بمعاهدة كامب ديفيد(..). لدي الكثير جداً للرد علي هذا التدني والتطاول علي رئيس مصر الأسبق، لكنني فضلت أن أعيد نشر ما سمعناه من ابن شقيق الراحل العظيم السيد/ عفت السادات في مداخلته التليفزيونية مع الإعلامي المتميز الزميل وائل الإبراشي بدأ عفت السادات مداخلته متهماً المترشح الرئاسي: د. أبوالفتوح بأنّه:" شخص جاهل بالتاريخ، وأن الرئيس الراحل أنور السادات لم يبع وطنه كما قال، وإن الرئيس السادات هو من أعاد لمصر كرامتها بانتصار أكتوبر المجيد.. وأنه لا يصح أن نتطاول علي تاريخنا المشرف بهذا الكذب والافتراء". ولم يكتف عفت السادات بذلك وإنما عقد مؤتمرا صحفيا في مكتبه أضاف إليه موجها سؤالاً إلي د. عبدالمنعم أبوالفتوح: "أين كنت أنت يا أبو الفتوح عندما كان السادات متحملاً مسئولية إعادة الأرض وتحقيق النصر والسلام للبلاد؟!" ولأن عفت السادات لا ينتظر إجابة من أبوالفتوح ، فقد أجاب بنفسه علي سؤاله قائلاً:" إن تاريخ أبوالفتوح أنه كان مهاجماً المحيطين بالسادات وحدهم! ونسي الأخ أبوالفتوح أن ما حدث في هذا اللقاء هو دليل لا يخفي علي أحد علي تنفيذ ما نادي الرئيس الراحل به بفتح المنابر أمام الديمقراطية الحقيقية، وحرية التعبير. واختتم عفت السادات تصريحاته الصادقة قائلاً، ومنبهاً، ومحذراً: " لا يوجد أوصياء علي الشعب في اختيار رئيسهم. وأثق في عدم صلاحية رئيس يُقبل يد مرشد، أو يتلقي تعليمات من جهات أخري، مما يعني ببساطة شديدة: المتاجرة بالدين عند اختيار الرئيس". وتأكيداً علي رأيه قال عفت السادات ابن شقيق أعز الرؤساء الراحلين معلناً بصفته رئيساً لحزب مصر القومي أن الفريق أحمد شفيق هو الضمانة الأكيدة لتحقيق الدولة المدنية، إلي جانب أنه أي شفيق صاحب قرار وسابقة أعمال، وأتمني من جموع الشعب انتخابه رئيساً ومنقذاً للبلاد".