إبراهيم سعده قلت أمس إن الدبلوماسي عمرو موسي صعد سلم الوظيفة درجة بعد أخري حتي وصل إلي أعلاه. هذا الصعود الطبيعي لأي دبلوماسي محترف وبارع لم يتم في يوم وليلة، وإنما احتاج إلي عقود عديدة شهدت حكم رؤساء مصر الثلاثة: جمال عبدالناصر وأنور السادات وحسني مبارك. المفترض أن وزير الخارجية أي وزير خارجية هوالذي يوقع علي حركة ترقيات وحركة التنقلات للدبلوماسيين العاملين تحت رئاسته. والمفترض أيضاً أن من حق الوزير أن يدقق في اختيارات السفراء في بعض العواصم الكبري التي تحرص مصر علي دعم علاقاتها معها، فيختار أبرعهم لتمثيل مصر لدي تلك العواصم. ليس هذا فقط.. بل كان من المتعارف عليه حرص وزراء الخارجية علي عرض "حركة التعيينات والانتقالات "علي رئيس الجمهورية، قبل اعتمادها منه، خاصة بالنسبة للمرشحين للعمل في تلك العواصم المهمة، والمنظمات الدولية والعالمية. ما أكثر سفراء مصر العظام الذين خدموا في تلك العواصم لبراعتهم وسعة معلوماتهم عنها، وسهولة اتصالاتهم مع حكامها وكبار المؤثرين في وضع سياساتها خاصة تلك المرتبطة بقضايا منطقة الشرق الأوسط. لم يسقط هؤلاء العظام علي مناصبهم "بالبراشوت"، وإنما وصلوا إليها بخبراتهم ونجاحاتهم طوال حياتهم الوظيفية. لا أنكر أن في فترة من الفترات كان يتم اختيار العديد من السفراء من خارج وزارة الخارجية، وبقرارات رئاسية رأي أصحابها أن بعض العواصم المهمة تتطلب سفراء من "أهل الثقة" لا من "أهل الخبرة"، ولأسباب تتعلق بالأمن الوطني. وحتي مع هؤلاء من "أهل الثقة" رأينا نبوغاً من بعضهم، ونجاحاً لافتاً، بدليل توليهم فيما بعد مناصب عليا في وزارة الخارجية علي رأسها المنصب الوزاري. وجاءت فترة تالية.. شهدت تراجعاً شاملاً عن نظرية الأخذ ب"أهل الثقة"، وأصبحت اختيارات التمثيل الدبلوماسية المصرية مقصورة علي النابيهن والمرموقين من أبناء وزارة الخارجية، لا من خارجها. قائمة هؤلاء السفراء العظام طويلة وليس لائقاً أن نذكر أسماء بعضهم فقط لضيق المساحة، لكن ما أسهل التذكير، والتباهي، بهم جميعاً.. إذا رجعنا إلي وثائق وزارة الخارجية منذ قيامها وحتي اليوم. مناسبة هذه المقدمة مرتبطة بالانتخابات الرئاسية والحديث عنها الذي لم يتوقف خلال الشهور العديدة الماضية. كان لافتا للنظر أن ثلاثة من أبناء وزارة الخارجية أعلنوا ترشحهم لمنصب رئاسة أول جمهورية بعد نجاح ثورة 25يناير2011، هم د. محمد البرادعي، وعمروموسي، وعبدالله الأشعل. .. وللحديث بقية.