في مقاله اليومي، يقول الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن زكريا عزمي، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، لا يزال يشارك في حكم مصر، وأنه لم يسقط مع النظام الساقط. ويضيف: "ربما غادر القصر الرئاسي، لكنه لم يغادر دوره في المشهد السياسي المصري". ويقول كاتب المقال، إن زكريا عزمي أعلن على الهواء مباشرة في اتصال مع قناة "أوربت" الفضائية "أنه لا يزال موجودًا"، وحين سأله جمال عنايت عن أخبار مبارك، فاجأه زكريا عزمي وفاجأنا بأنه يعمل الآن تحت رئاسة المشير ويتلقى تعليماته من المجلس العسكري. فما الذي يجري بالضبط؟.. المزيد من التفاصيل في المقال الكامل لوائل قنديل على صفحات الشروق غدًا الأربعاء. وأظن أن زكريا عزمي ما كان يمكن أن يطل عبر الفضائيات ليثير الفزع ويحرك الهواجس والوساوس في نفوس الثوار، لو لم يكن لديه ضوء أخضر بذلك أو على الأقل كان مدركًا تمامًا أن أحدًا لن يؤاخذه على ظهوره. لكن هناك ما هو أخطر من الظهور التليفزيوني، ذلك الحضور العملي لرئيس ديوان الرئيس المخلوع في القرارات الرسمية المتخذة بعد إزاحة مبارك عن الحكم. إننى لم أصدق حين اطلعت على ما جرى في وزارة الخارجية المصرية قبل أيام، حيث لا يزال زكريا عزمي، رئيس ديوان الرئيس السابق، يوقع على أوراق اعتماد السفراء. والذى حدث أنه كانت هناك حركة تكميلية للسفراء اعتمدت أوراقها قبل ثورة 25 يناير، ووقع عليها مبارك وعزمي، وبعد أن قامت الثورة تم سحب الأوراق لإعادة توقيعها، وبالفعل تسلمها السفراء المعتمدون مرة أخرى قبل أكثر من أسبوع، وعليها توقيع رئيس المجلس العسكري، وبجواره توقيع زكريا عزمي، بالاسم فقط دون الوظيفة. والأمر مثير للدهشة والقلق حتى على مستوى عدد من السفراء الذين سينفذون هذه الحركة في أول مايو المقبل، إلا إذا كانت الدول التي سيتوجه إليها السفراء الجدد لن تقبلهم إلا إذا وافق عليهم زكريا عزمي. ومعنى سحب أوراق اعتماد السفراء لحذف توقيع مبارك منها، ووضع توقيع الحاكم العسكري، أنه لا توجد شرعية لقرارات اتخذها مبارك.. ومن ثم أتساءل: ماذا عن حركة السفراء التى مررها أحمد أبو الغيط وحسام زكي وحصلا على توقيع مبارك عليها خلسة قبل أيام قلائل من خلعه من السلطة؟ أظن أن المنطق يقتضي أن تعتبر هذه الحركة كأن لم تكن، لا سيما مع ما اكتنفها من ملابسات غريبة وغامضة أثارت شكوك الدبلوماسيين وأشعلت غضبهم.. وأتصور أن على وزير الخارجية الجديد الدكتور نبيل العربي أن يعيد النظر في هذه الحركة، ويراجع بدقة أهلية بعض الأسماء الواردة فيها لتمثيل مصر في الخارج. لكن ما يهمنا الآن أكثر هو وجود توقيع زكريا عزمي على الأوراق.. وأخشى أن تكون هذه رسالة مؤداها: لقد سقط النظام وبقيت ذيوله وظلاله، وأظن أن زكريا عزمي تحديدًا كان الأكثر جدارة بلقب "ظل مبارك"، ومن ثم لا تلوموا الذين يعبرون عن خشيتهم من التفاف وانقضاض رموز النظام القديم على ثورة 25 يناير، والصورة الآن تقول إن لدينا حكومة جديدة تضم 7 من وزراء نظام مبارك، ولدينا زكريا عزمي لا يزال يمارس وظيفته، ولدينا بلوفر أحمد شفيق، وتسريبات عن تجهيزه وترشيحه لانتخابات الرئاسة.