شرىف رىاض في بدايات الحديث عن الانتخابات الرئاسية طالبت بأن تكون المناظرات الانتخابية إحدي الوسائل الأساسية التي نستعين بها في المفاضلة بين المرشحين من خلال المقارنة بين اجاباتهم علي الأسئلة وردود أفعالهم في اللحظات الحرجة.. وأشرت إلي أهميتها في الديمقراطيات العريقة وخاصة في بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة. لهذا تابعت باهتمام شديد أول مناظرة رئاسية علنية في تاريخ مصر والعالم العربي بين عمرو موسي ود.عبدالمنعم أبوالفتوح.. تابعتها وأنا مدرك تماما وكما ذكرت في مقالي السابق أننا في »كي جي وان« ديمقراطية.. لهذا توقعت أن تحدث بها أخطاء من فريق الاعداد وخاصة في الأسئلة التي لم تتضمن أي سؤال عن كيفية مواجهة المرشحين لأهم مشاكل مصر.. البطالة.. أو مشكلة الاسكان. توقعت أيضا ألا تأتي ردود المرشحين علي المستوي الأمثل وألا يصلا إلي درجة الاقناع الكامل للناخبين.. وهذا ما حدث فعلا.. التعليقات علي شبكات التواصل الاجتماعي وبين الناس تؤكد أن كليهما لم يكن مقنعا بدرجة كافية لكن المؤكد أن أحدهما كان أفضل نسبيا والأغلبية- في هذه الحالة- تراه عمرو موسي لأنه ركز حديثه علي ملامح الدولة التي نتطلع إليها وعلي أهمية أن يحكم مصر رجل دولة له من الخبرة والكفاءة والعلاقات الدولية ما يؤهله لقيادة دولة بحجم ومكانة مصر بينما ركز أبوالفتوح علي مهاجمة النظام السابق والاشارة إلي مساوئه حتي أنني عجزت عن حصر عدد المرات التي تحدث فيها عن مبارك وكان دائما يذكر عمرو موسي أنه كان أحد رجال نظام مبارك رغم أنه ترك وزارة الخارجية قبل أكثر من عشرة أعوام.. ربما كان أبوالفتوح يحاول استعطاف الناخبين.. لكنه نسي بالتأكيد أن الناس لا يهمهم أن يسمعوا في مناظرة كهذه ماذا فعل مبارك بقدر ما يريدون أن يعرفوا ماذا هو فاعل بمصر إذا أصبح رئيسا للجمهورية ؟