فشل قادة الأحزاب اليونانية في تجنيب بلادهم الدخول في دوامة سياسية غامضة مع إخفاقهم في تشكيل إئتلاف حكومي يقود البلاد وسط أزمتها المالية الطاحنة، مما يقرب سيناريو إعادة إجراء إنتخابات تشريعية بعد تلك التي أعادت رسم الخريطة السياسية في أثينا. والتقي الرئيس "كيرلس بابولياس" امس قادة أكبر الأحزاب من حيث الأصوات في محاولة لتشكيل حكومة طوارئ وذلك في أخر محاولات إنقاذ الوضع قبل الدعوة لإنتخابات مبكرة يتوقع ان تجري الشهر القادم. وكان زعيم حزب "باسوك" الإشتراكي "إيفانجيلوس فنيزيلوس" قد عقد جولة مفاوضات مع تحالف اليسار من أجل الوصول إلي اتفاق لتشكيل حكومة انتقالية لكنها باءت بالفشل مع خلافاتهم الحادة حول الأحزاب المشاركة في الحكومة وكذلك بنود إتفاق الإنقاذ المالي الذي وقعته البلاد مع الشركاء الأوروبيين المانحين ويلقي غضبا شعبيا عارما في اليونان. وجاءت مساعيه بعد محاولتين فاشلتين لزعيم حزب "سيريزا" اليساري المتطرف وزعيم حزب "الديمقراطية الجديدة" اليميني المحافظ. وبحسب الإستطلاعات فإنه في حال تنظيم انتخابات جديدة فان "سيريزا" المناهض لإتفاق الإنقاذ - سيتصدر بنسة 27٪ من الأصوات وبالتالي سينال جائزة ال50 مقعدا اضافيا (التي تمنح تلقائيا للحزب الذي يتصدر النتائج)، وهو ما سيجعله في موقع قوة يتيح له عقد التحالفات التي يريدها. وحاول الشركاء الأوروبيين الضغط علي أثينا ملمحين الي خطر عدم حصولها علي دفعات الإنقاذ المالي ومن ثم إفلاسها، اذا لم تلتزم الحكومة القادمة بإجراءات التقشف المتفق عليها مع المانحين الدوليين وتتضمن زيادات في الضرائب وتخفيضات في الأجور. وشدد عضو البنك المركزي الأوروبي ورئيس البنك المركزي الألماني "ينز فايدمان" علي ان اليونان "لن تحصل علي اي مساعدات مالية أخري اذا لم تلتزم بإتفاق الإنقاذ"، بينما اعتبر وزير المالية الألماني "ولفجانج شيوبله" ان منطقة اليورو باتت أكثر قدرة الآن علي تحمل خروج اليونان. وتوقع رئيس المفوضية الأوروبية ان تغادر أثينا منطقة اليورو اذا لم تلتزم بنود الإتفاق، قائلا "من لا يحترم قواعد اللعبة فعليه مغادرة الملعب". وكانت بنوك في أوروبا وفي أنحاء أخري قد بدأت بالفعل استعداداتها لإحتمال العودة الي الدراخما عملة اليونان القديمة. لكن التطورات دفعت في الوقت نفسه مؤسسة "فيتش" للتصنيف الائتماني لتحذير دول اليورو من ان خروج اليونان من دائرتهم سيؤثر علي التصنيفات السيادية لهم، لأنها ستعيد تقييم تداعيات خروج أثينا علي المنطقة بوجه عام وعلي كل دولة".