بدلاً من أن ننشغل بالانتخابات الرئاسية والمفاضلة بين المرشحين حتي نصل إلي اختيار الأصلح، مازلنا مشغولين بالمليونيات والمظاهرات التي يحاول البعض أن يوجهها إلي نقطة اللا عودة.. دماء جديدة سالت أول أمس هذه المرة في العباسية عندما حاول أنصار الشيخ حازم أبوإسماعيل وبعض القوي الثورية اقتحام مقر وزارة الدفاع في جمعة أطلقوا عليها »جمعة الزحف«.. الزحف علي من؟ وزارة الدفاع قدس أقداس القوات المسلحة ورمزها.. هل يعقل أن يكون هذا جزاء الجيش الذي حمي الثورة من أول يوم وتحمل مسئولية قيادة البلاد خلال الفترة الانتقالية؟ هل تقبل أي دولة أن يقتحم مواطنوها وزارة الدفاع مهما كانت الأسباب؟ وما هي الأسباب.. المطالبة بتسليم السلطة.. المجلس العسكري وعد بتسليم السلطة في 30 يونيو القادم للرئيس المنتخب ولم يعد يفصلنا عن هذا اليوم إلا 56 يوماً.. وإذا انتخب رئيس من الجولة الأولي في 23، 24 مايو الحالي فالمجلس العسكري أعلن استعداده لتسليم السلطة فوراً دون انتظار للثلاثين من يونيو. قبل أن نلوم الجيش أو نحمله مسئولية الدماء التي سالت أول أمس.. لابد أن نسأل.. لماذا الذهاب إلي مقر وزارة الدفاع وما هو مغزي هذه الخطوة إذا لم يكن الهدف من محاولة اقتحامها هو إسقاط هيبة الدولة؟ في المؤتمر الصحفي الذي عقده المجلس الأعلي للقوات المسلحة يوم الخميس الماضي حذر قادة المجلس من الاقتراب من وزارة الدفاع وقالوا »من يقترب من عرين الجيش لا يلومن إلا نفسه«.. هذا التحذير وجد صدي طيبا جداً بين الشعب يؤكده حديث المواطنين عبر شاشات التليفزيون الذين يرفضون محاولة إهانة الجيش ويؤيدون تصدي القوات المسلحة للمتظاهرين والبلطجية الذين لو سألت أيا منهم »لماذا ذهبت إلي العباسية لعجز عن الاجابة«.. الأطفال البلطجية مثار سؤال كل الناس.. أعلام تنظيم القاعدة السوداء التي ارتفعت في المظاهرات أحد دلائل أن المؤامرة خارجية لكنها تنفذ للأسف بأياد مصرية.. فمتي نفيق ؟