تعقيبا علي مقالي المنشور صباح الاثنين الماضي تحت عنوان »لا تنمية ولا تعمير لسيناء إلا بمشروع قومي« تلقيت اتصالا تليفونيا من الدكتور كمال الجنزوري رئيس وزراء مصر الاسبق في الفترة من ينابر 6991 وحتي اكتوبر 9991والذي كان قد شغل قبل ذلك منصب وزير التخطيط لسنوات طويلة. قال ان هذا الهدف القومي الذي تحدثت عنه كان جزءا اساسيا من خطة التنمية الخمسية 2891-7891 من خلال المشروعات العملاقة التي تم تنفيذها وكذلك التي شملتها الخطط الخمسية التالية. اشار إلي انه لم يكن هناك اي امكانية لتحقيق هذه التنمية المرجوة دون العمل علي انشاء شبكة واسعة من الطرق داخل سيناء.. اضاف ان هذه المشروعات حظيت بأولوية الاهتمام حيث تم مد طرق جديدة بطول 11 الف كيلومتر منها ستة آلاف في شمال سيناء وخمسة آلاف في جنوبسيناء.. ووفقا لهذه الخطة فقد استتبع ذلك التخطيط لمشروعات واسعة للتنمية الزراعية والسياحية وهو ما تمثل في انشاء المرحلة الاولي من ترعة السلام من فارسكور عبورا إلي ارض سيناء من خلال انفاق اقيمت تحت قناة السويس وافتتحها الرئيس مبارك علي مدي اربع سنوات متتالية من سنة 6991 . وحتي عام 9991. شملت هذه الانجازات أيضاامتداد ترعة السلام لنقل مياه النيل إلي عمق 07 كيلومترا في سيناء بهدف توفير المياه لري 004 الف فدان علي جانبيها. تضمن المخطط الانمائي اقامة العديد من القري والنجوع والمدن وتزويدها بالمستشفيات والمدارس من اجل خدمة المواطنين الذين سيقومون بزراعة الارض وتشجيعهم علي الاقامة الدائمة. كما تم انشاء كوبريين علي قناة السويس بمساهمة يابانية احدهما لمرور السيارات والاخر لمرور القطارات التي كان مقدرا امتدادها لتكون محورا لربط افريقيا بالقارة الاسيوية. وللمساعدة في عمليات التعمير التي كانت تجري علي قدم وساق تم تقديم التسهيلات لاقامة اول مصنع للاسمنت في شمال سيناء. وحتي يتخذ هذا التحرك سمة المشروع القومي لمصر فقد تم اقرار خطة التنمية هذه من مجلسي الشعب والشوري. ويقول الدكتور الجنزوري ان ما تم انفاقه علي تنمية سيناء من عام 2891 وحتي عام 9991 بلغ 31 مليار جنيه وان ما تم انجازه من هذه المشروعات تصل قيمته بأسعار اليوم لأكثر من 62 مليار جنيه. الشيء الغريب ان كل هذه الطفرات والتي استمرت علي مدي 71 عاما والتي كان مقدرا لها اتاحة المجال لتوطين مليوني مواطن مصري قد اصبحت في خبر كان منذ عام 9991. ان التقارير تشير إلي ان الكثبان والرياح الرملية قد زحفت علي ترعة السلام لتغطي جانبا منها كما اصبحت الاراضي المحيطة بها مشاعا للاستيلاء غير المشروع. ان السؤال الذي يتبادر إلي الاذهان حاليا وعلي ضوء تصريحات الدكتور احمد نظيف رئيس الوزراء الحالي.. كيف بالله نعيد الحديث عن تنمية سيناء دون الاشارة إلي أهمية واستكمال ما تم من انجازات. كم ارجو ان تفتح الحكومة الحالية الدفاتر القديمة لتعرف انه كانت هناك خطط ومشروعات لتنمية سيناء أم انها راحت ضحية النزعة المسيطرة علي سياسيينا بان »مافات قد مات« وان ماقام به السابقون لا محل له من الاعراب. حدث هذا رغم ان كل هذه الانجازات والمشروعات قد تحققت في فترة رئاسة الرئيس مبارك الذي مازال يتحمل المسئولية بتفويض شعبي حتي الآن. لاجدال ان مسئولية الحكومة الحالية أو اي حكومة قادمة عند التحرك بالفعل لتنمية سيناء سوف تكون ميسرة اذا ما تم تبني عمليات الاستكمال والعمل علي سرعة وجدية التنفيذ. جلال دويدار [email protected]