محمود حبيب معروف ان تكوين أي جيل يكمن في مثلث مكون من الأسرة والمدرسة والاعلام وان كل ضلع من هذه الاضلاع يقوم بدوره في التربية والتنشئة والتعليم وذلك لبناء هذا الجيل لكي يتحمل المسئولية في البلاد علي الاقل بعد سن الخامسة والثلاثين في شتي مواقع العمل من منطلق الاخلاقيات. يقول الشاعر: إنما الأمم الاخلاق ما بقيت.. فإن همو ذهبت اخلاقهم ذهبوا فإذا كان البيت يقوم بدوره كاملا وأنا اشك في ذلك في تربية الابناء تمهيدا لقيام المدرسة باستكمال المنوط بها من المفروض في هذا الصدد وبالتالي سيقوم الاعلام بتأكيد وتثبيت ما قام به البيت والمدرسة.. ولكن للاسف الشديد ان الاعلام وخاصة التليفزيون اصبح الان معول هدم لما بناه البيت والمدرسة وذلك من خلال ركاكة اللغة وضحالة الاسلوب وسفالة بعض الموضوعات وخاصة المادة الاعلانية التي تسيطر علي 08٪ من وقت المشاهد واخص مادة الاعلان عن الادوية المسماة بالمقوية للرجال حيث يتم سرد مكونات الاعلان بطريقة غير مؤدبة ورسومها فاضحة مما يترتب عليه لفت نظر جيل المراهقة الي الجنس وكأن الحياة كلها جنس وان متعته الاولي والأخيرة هي الجنس!! ما هذا يا سادة كفاكم هدما في المجتمع فاتقوا الله فيه. ألم تعلموا ان فرنسا تقهقرت قواتها امام هتلر بسبب الجنس.. وسقطت امبراطوريات بسبب الجنس.. لان العدو إذا اراد ان يدخل أي دولة فالغاية عنده تبرر الوسيلة ويضمن استيلاءه عليها يتبع الآتي أولا: تفريغ شبابها من الثقافة والدين. ثانيا: استخدام الجنس ليحكم سيطرته علي البلاد والعباد. فأفيقوا يا سادة قبل ان يضيع المجتمع، ولابد من وضع ميثاق شرف للاعلام المرئي علي قيم واخلاق المجتمع فإذا ما خالفت احدي القنوات هذا الميثاق يتم وقف بثها.. أليس هذا هو الاجدي والانفع لصلاح واصلاح المجتمع؟!