إدماننا للفوازير لم يعد مقصورا علي شهر رمضان.. فكل يوم ندخل في "حسبة برما" وهي مقولة مصرية دارجة تقال عندما يحتار الأمر في حساب شيء ما. في جمعة انقاذ الثورة رفعنا شعار: الثورة رجعت للميدان وكأنها كانت مسافرة وليحسبها كل مواطن بطريقته.. البعض يطالب بانتخابات الرئيس قبل الدستور بينما يصر البعض الآخر علي وضع الدستور قبل انتخابات الرئيس.. قامت الدنيا ولم تقعد علي تأسيسية الدستور التي اختارها البرلمان وأبطلها القضاء الاداري وإلي الآن لم نتفق علي معايير تشكيلها.. وحتي اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة لم تسلم من حسبة برما فالبعض ينادي باعادة صياغة المادة التي تحكم أعمالها في الاعلان الدستوري.. بينما يري آخرون أنها تمام التمام ويجب الالتزام بأحكامها.. وضعنا مشروع قانون للعزل السياسي وأحيل للمجلس العسكري الذي أحاله بدوره للمحكمة الدستورية العليا وكعادتنا انشغلنا في جدل حول تعريف الفلول ومن يطبق عليه القانون. حتي مفتي الديار فضيلة الدكتور علي جمعة سافر للقدس ضاربا بعرض الحائط بالقرارات العربية ضد التطبيع.. كان من الممكن بل من الواجب أن يستقيل أو علي الأقل يقدم اعتذارا للشعب لكن لأن حسبة برما أصبحت شيمة أهل الدار أعلن أن زيارته شخصية وليست رسمية وأنه لم يحصل علي أية تأشيرات من الكيان الصهيوني.. ورغم أن القضية محسومة في أن تصرفات المفتي الشخصية فتاوي عملية يتبعها الناس.. لكن ما باليد حيلة فلنحسبها معا بطريقة برما.