مجدى العفىفى سألتني الفضائية المصرية قبل يومين عن أسرار "قلم" أستانا مصطفي أمين وقد خرجنا كلنا من معطفه الصحفي، فقلت للمخرجين "وائل جودة ومحمد فتحي" في برنامج"وجوه مصرية" إنه علمنا إما أن تكتب في قضية تشغل بال الناس وضميرهم، وإما أن تشغلهم بقضية جديدة تهمهم تنير لهم الطريق. عدا ذلك تنزوي الكتابة في منطقة الظل ويهمش الكاتب نفسه في جب الانعزالية، وإنه كان يضع القارئ في حسبانه حتي لو كان حاصل جمع القراء واحدا! وهذه واحدة من جمالياته الصحفية والأسلوبية. أقول قولي هذا ونحن في خضم الأحداث السياسية والمجتمعية التي تفوق الدراما الدامية أحيانا والكوميدية أحيانا أكثر، لا أحد يسمع أحدا في الزحام، وفي ضوء تلك الحكمة الصحفية لأستاذنا الأكبر مصطفي أمين، بين يدي رسالة تهم مئات الألوف من أبنائنا الطلبة في المرحلة الإعدادية، وهم علي أبواب الامتحانات التي تهين الطلبة أكثر من أن تكرم عقولهم ووجدانهم، في ظلال القول المأثور يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان، وكلنا، وليس الطلبة فقط، ندخل كل يوم في امتحان سياسي واجتماعي مهين.. أما المشكلة التي أود توجيه الانتباه إليها هنا، فهي موجهة إلي السيد مستشار اللغة العربية بوزارة التربية والتعليم، والطارحون لها مجموعة تحملت مسئولية الإنابة عن توصيل صوت طلاب الصفين الثاني والثالث الإعدادي للعام الدراسي (2011- 2012 ) وهم "أسرة اللغة العربية بمدرسة مودرن سكول الحلمية إدارة عين شمس محافظة القاهرة"والذي دعاهم إلي ذلك تأكيدهم علي مبدأ المشاركة العفالة في إثراء العملية التعليمية وانطلاقا من ذلك يحيطون المستشار علما أن هناك "تسعة موضوعات" لم يدرسها هؤلاء خلال الاعوام الدراسية السابقة في مناهجها قبل التعديل، وترد فيها أسئلة بشكل مباشر أوغير مباشر وهي: الأسماء الخمسة، الأفعال الخمسة ، أدوات نصب المضارع ، الأدوات التي تجزم مضارعا واحدا، المعرفة والنكرة، أنواع المعارف، الاستثناء ، الميزان الصرفي ( علمًا بأن الطالب في الشهادة الإعدادية يدرس المشتقات بأوزانها) ثم تمييز الملحوظ الذي لم يدرسه طلاب الشهادة الإعدادية حينما كانوا في الصف الأول الإعدادي ؛ بسبب إنفلونزا الخنازير"وقد أردنا وهم يقولون - بتلك التذكرة إخطاركم لاتخاذ الإجراءات اللازمة لصالح أبنائنا الطلاب وصالح العملية التعليمية ". تري ماذا يقول سعادة مستشار اللغة العربية؟ هل ينظر في الأمر علي وجه عاجل، والامتحانات تطرق الأبواب؟وحتي لا تتحول الي ابتلاءات؟ هل توضع هذه القضية في الاعتبار، ولو في عملية التصحيح بعيدا عن الفعل المبني للمجهول؟ أم أن ضجيج السياسة وثرثرتها اليومية تقف حاجزا حديديا دون السمع والبصروالرحمة؟ وحتي لا يسقط أبناؤنا الطلبة "الأبرياء"كضحايا جدد تحت سنابك العملية التعليمية التي تحتاج إلي زلزال يفوق كل معدلات مقياس "ريختر"؟. ثقافة الأسئلة: *هل رأي الدهر سكاري مثلنا الآن؟ هل نحن في كباريه سياسي؟ أما لليل هذه العربدة من فجر ولو كاذب؟ * لماذا يحب أحدنا أن يأكل لحم أخيه ميتا فلا نكرهه؟ * بدأ تساقط الأقنعة، فانكشفت وجوه مثيرة للغثيان.. شئ من الحياء والخجل؟ نفسي الأمارة بالشعر: أيها الغامض.. اهبط للنجاة بسفين المستحيل أشعل المصباح، واصعد إن في الموت حياة! أيها الغامض... كم قاسيت أوجاع الطموح فتسطحنا كثيرا وتعرينا كثيرا وتعاطينا الوضوح...! أيها الغامض لا تقطع حوارات "التجلي" ربما ندرك يوما بعض أسرار التحلي" و"التخلي" عن قناعات "التدني" !!