أخطأ »الأخ« الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، حين حرض رجاله في البرلمان بتشديد الهجوم علي حكومة الدكتور كمال الجنزوري، واستغلال الأزمات المفتعلة، مثل اختفاء أنابيب البوتاجاز، وشح السولار والبنزين في محطات الوقود، والوقفات الاحتجاجية المأجورة، التي تعطل المرافق، وتهدد الاستقرار الأمني والاقتصادي، كأدلة علي عجز الحكومة وفشلها في إدارة شئون البلاد، للمطالبة بعد ذلك بسحب الثقة منها لاسقاطها، تمهيدا لتكليف الأغلبية البرلمانية بتشكيل حكومة جديدة. أخطأ »الأخ« بديع عندما راهن علي غفلة وغباء الشعب، وطلب من رجاله في البرلمان الالتفاف حول المادة »06« من الإعلان الدستوري، تحت »يافطة« الأغلبية، للاستحواذ علي معظم مقاعد الجمعية التأسيسية لصياغة دستور، تستطيع الجماعة من خلال مواده وأحكامه -ولو بعد حين- الامساك بكل الخيوط التي تمكنها من السيطرة علي كل السلطات.. أخطأ »الأخ« بديع حين راهن علي غفلة وغباء الشعب، مرة أخري، وتراجع عن اعلانه السابق الذي أكد فيه ان الجماعة لن ترشح أحد أفرادها لرئاسة الجمهورية، وأمر بفصل »الأخ« عبدالمنعم أبوالفتوح من عضوية الجماعة لأنه خالف ذلك الإعلان وترشح للرئاسة.. ثم يقرر فجأة ترشيح نائبه خيرت الشاطر للجلوس علي عرش رئاسة مصر!! مشكلة »الأخ« الدكتور محمد بديع انه »مستعجل«، ويريد ان يحقق كل أمنياته، ورغباته، وأحلامه دفعة واحدة.. وهو يضيف إلي اخطائه خطأ جديدا حين يتصور ان الأغلبية التي حققها الذراع السياسي للجماعة، قد حطمت كل الموانع والحواجز، التي تحول دونه ودون التحول من »مرشد عام«، لجماعة الإخوان المسلمين إلي »المرشد الأعلي« ل»الجمهورية الإسلامية المصرية« ليصبح »آية الله العظمي« الذي تنحني أمامه كل الهامات لتقبيل يده الكريمة، بما فيها هامة رئيس الجمهورية!!