سىد حجازى أتابع ويتابع غيري اسماء المرشحين للرئاسة.. وأبكي ويبكي غيري علي ما وصل إليه الحال في هذا الصدد.. ماسح أحذية.. عاطل.. مكوجي. حانوتي وأشياء أخري كثيرة.. كيف تحول الأمر إلي هذه النتيجة المضحكة المبكية وصدق المثل القائل »شر البلية ما يضحك« فهي بلية بكل أبعادها وصورها وتداعياتها.. هم سيسقطون بالتأكيد فالشعب لم يصل بعد إلي الضياع لانتخاب مثل هذه النماذج لرئاسة دولة كانت من أعظم الدول في العصر القديم والوسيط وحتي آواخر الحديث. مصر.. بحجمها.. بتاريخها.. بتراثها.. بمثقفيها.. بعلمائها.. بقانونييها.. باسهاماتها في حضارة العالم.. في ريادتها للأمة العربية.. مصر التي كنا وحتي سنوات قريبة نطلق عليها ويطلق عليها الآخرون »مصر أم الدنيا« و»مصر المحروسة« ومصر الكنانة، مصر التي اشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالي »إدخلوا مصر إن شاء الله آمنين« وخصها تعالي من بين كل دول الكون بأنها مصر الأمان.. مصر مينا ورمسيس وعمرو بن العاص وصلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس.. مصر قنصوة الغوري والعظيم محمد علي باشا، مصر التي علمت العالم وأنارت أمام الأمم دروب التقدم والتطور والنماء.. مصر التي تقف الآن علي حافة الضياع نتيجة هذه المهزلة الهابطة التي تجري علي أرضها والتي تفوق في كل أبعادها أشهر كوميديات الأدب أجنبيا وعربيا ومصريا.. مصر أصبحت الآن أضحوكة العالمين.. في مداخلة تليفونية لرجل القانون والمحامي الفذ أسامة أبوالنيل قال انه يبكي وانه وجميع زملائه يبكون علي ما يشاهدونه علي الساحة من »مساخر« ومهازل واستهتار.. قال انه يبكي. وقلت له وأنا أبكي ليس لأني أعلم أن أحدا من هؤلاء سوف يعتلي كرسي الرئاسة ولكن لأن الأمور وصلت بنا إلي هذا الحد وهو يقترح إنشاء جمعية يطلق عليها اسم الباكين علي مصر.. كان يمكن ان توضع ضوابط واضحة ومحددة لكل من يريد التقدم للترشيح حفاظا علي مكانة هذا المنصب الذي يعتبر من يشغله رمزا للوطن.. للوطن الكبير والعظيم.. كان يجب التدخل فور اطلال هذه الظاهرة برأسها وحتي لا تتكرر أو تتزايد.. كان يجب ان يحدد الإطار الكريم والشريف والنظيف لكل من يتقدم وألا يترك الحبل علي الغارب وحتي لا نسمع أو نقرأ عن أحد المرشحين قوله انه ترشح لأنه عاطل ولا يجد عملا.. ان هذه النماذج يجب علي الفور جمعها الآن في مكان واحد وإفهامهم معني كلمة رئيس جمهورية ومعني التقدم للترشيح لهذا المنصب الخطير وإفهامهم كيف ان تصرفهم يصيب المواطنين في مقتل.. ويتسبب لأبناء الوطن في الخارج في الاصابة بنوبات من الاكتئاب والحزن.. يجب إفهامهم أن عيون العالم كله الآن علي مصر وعلي كل ما يجري في مصر وأن هذه الظاهرة تجعلهم يضحكون منا وعلينا ويدقون طبول الفرح فالدولة التي كانت ركنا ركينا للعالم العربي والتي كانت ركنا ركينا لدول العالم الإسلامي.. والتي كانت هما يخيف أعداء الأمة المتربصين في إسرائيل وغير إسرائيل.. هذه الدولة أصبحت هشيما أو علي وشك أن تصبح هشيما.. ان أعداء الأمة الاسلامية وأعداء الأمة العربية وأعداء مصر يعيشون الآن لحظات من السعادة لم يعيشوها طوال تاريخهم.. فالسند الكبير للوطن العربي والحصن المكين للأمة العربية.. والسند الصلب للحق العربي الضائع.. تتعرض الآن للضياع وبيد أبنائها من السوقة الذين أصبحوا يهزأون بهذا الوطن والذين وصلت بهم الجرأة إلي الدخول في هذا السباق الكئيب والمهين.. وهو سباق الرئاسة الذي يعلم الله وحده إلي أي نتيجة سيصل بنا.. خيط رفيع بين الديمقراطية والفوضي وقد قطعنا هذا الخيط وأصبحنا في منطقة بين بين.. وصدق المثل »رحم الله امرأ عرف قدر نفسه«. ولله الأمر