لما سمع الصحابه رضوان الله عليهم حديثا فيه ان الله عز وجل يضحك من فعل بعض الناس استبشروا خيرا وقالوا :لن نعدم خيرا من رب يضحك (وضحك الله عز وجل ليس كضحكنا "ليس كمثله شئ وهو السميع البصير، ولله المثل الاعلي فقد تذكرت هذا الحديث حين رايت الرئيس التونسي الجديد المنصف المرزوقي يبكي وهو يتحدث عن شهداء الثوره التونسيه الذين ساهموا في تحرر شعب تونس من العبوديه والاضطهاد وكذلك انتابتني مجموعه من المشاعر والافكار احاول ان اشرك فيها القراء الاعزاء.. اولها.:..شخصيه الرئيس الجديد فهو استاذ بكليه الطب قسم المخ والاعصاب وانا طبيب واعلم مدي صعوبه هذا التخصص وحاجته الي التفرغ من حيث الوقت والذهن ومع هذا استمر الرجل في عطائه العلمي بالاستمرارفي ابحاثه العلميه وقراءاته الفكريه وليس كما قال مبارك"هو انا حاقرا كل حاجه ياعم كبر دماغك ...وانا اعلم ان تكبير الدماغ اي سعه الافق والمعرفه تاتي بالقراءه وليس بعدمها...!ما علينا نعود الي المرزوقي استمر الرجل في نضاله السياسي فكان كالشوكه في حلق النظام بحديثه الدائم عن حقوق الانسان مفندا انتهاكات الحكومه لها بل ومتحيا لبن علي شخصيا بترشحه لمنصب الرئاسه كاسرا حاجز الخوف والجبروت الذي كان يضفيه بن علي علي نفسه متعرضا للاعتقال والنفي والتشريد ....والشاهد هنا ان الرجل مؤهل علميا....قارئ ..مثقف ...ذو اراده حديديه..شجاع..مناضل بدرجه امتياز!!!ثانيا :: من عاني هذه المعاناه وذاق السجن وعرف شدته وذله وذاق الغربه وعرف مرارتها وراي الفقر واكتوي بناره عندما كان يقطع عنه راتبه لابد ان يرتفع شعوره الانساني وحسه البشري فيدرك ما يعاني منه الفقراء والمهمشين والمساكين والمظلومين والمسجونين فيعمل علي رفع الظلم عنهم ورفع مستوي معيشتهم . ثالثا: من عاني من انتهاك سياده القانون بل من اللاقانون مؤكد انه سيعمل علي تفعيل سياده القانون وتطبيق العداله الناجزه التي تعطي لكل ذي حق حقه .رابعا:يعلق الرئيس بادجا به صوره احد الشهداء اهدته له والدته محمله اياه امانه اخذ حقه ومحاسبه قاتليه وهو يتعهد الا ينزع البادج حتي ينهي هذا الملف بالعدل والقسطاس وقد ذكرني هذا بموقف لمخلوعنا مبارك حين قتل الاف المصريين في العراق وشردوا في الصحراء الغربيه بعد طردهم من ليبيا حيث قال ببلاده يحسد عليها"وايه اللي موديهم هناك:..وكذلك موقفه بعد غرق العباره وموت مالا يقل عن الف مصري حيث حضر في اليوم التالي تدريب وليس مباراه للمنتخب القومي ثم تهريب صاحب العباره وشريكهم الي الخارج من صاله كبار ّّّّالزوار بل تهكم حين اخبره احد الناس انه يعمل علي عباره بقوله"اوعي تكون من العبارات اللي بتغرق،..خامسا:كان اختيار المرزوقي رئيسا تتويجا لمسيره طويله من النضال والكفاح السياسي وغلامه بارزه وذكيه علي قمه الوعي السياسي والنضج الفكري المجتمعي والتوافقي وليس الاقصائي للقوي السياسيه وخاصه الدينيه التونسيه حيث لم ترد الاستئثار بكل شئ بل اوجدت لشركاء النضال بابا لرد الجميل وتحمل المسؤليه كشركاء وليس اعداء للوطن وهذه الرساله بالذات موجهه للحركه السلاميه المصريه ان يفتحوا ابواب الحوار والمشاركه لكل القوي السياسيه علي تنوعها واختلافها لان الوطن يحتاج تضافر كل الجهود والاراء والافكار ولن يستطيع فصيل او اتجاه واحد تحمل ذلك. وبعد...لقد كان بكاء المرزوقي علامه فارقه بين عهدين...كذب وتدليس وصدق وشفافيه...قهر وظلم وحريه وعدل...غلظه وجبروت ورقه وتواضع... فهل علمنا الان من ابكي الرئيس ؟...وهل نري رئيسا مصريا يبكي.؟اتمني ذلك فلن نعدم خيرا من رئيس يبكي!!!!!د.جمال المنشاوي باحث في شؤن التيارات الاسلاميه