البلطجية يقتحموا البيوت، أو يقتحمون البنوك والمؤسسات، ويروعون الآمنين والمواطنين،أمر تكرر بصورة مؤسفة، لم يعد يدهشنا، لكن أن يقوم رجال وزارة الداخلية ورجال وزارة العدل باقتحام قصر ثقافة الاسماعيلية لتحويله الي مقر محكمة للمتهمين في أحداث مجزرة بورسعيد، فهي الكارثة والمصيبة السوداء، يمكن تاريخ الداخلية يسمح لهم بذلك، يسمح لهم باستخدام البلطجية كعصا غليظة، لكن وزارة العدل، وزارة القانون،تشارك في ذلك، فتلك هي الصدمة والجنون الذي يعصف بنا!! صحيح انتهي الأمر، ونجح المبدعون والمثقفون في الاسماعيلية في الدفاع عن قصر الثقافة وحمايته، في مواجهه الانتهاك والبلطجة الرسمية التي حاولتها وزارتي"العدل" و"الداخلية".. رفض المثقفون والكتاب والمسئولون بالقصر، ورئيس قصور الثقافة ووزير الثقافة أيضا، توالت الاحتجاجات والأعتصامات والغضب، حتي كان اعتذار وزارتي العدل والداخلية، وتراجعهما عن الفكرة.. انتهت البلطجة بانتصار أهل الثقافة، لكن ظلت دلالة الاقتحام، سواء علي مستوي الانتهاك، أو علي مستوي الحماية.. التي قام بها المثقفون، فما فعلته وزارتا العدل والداخلية ينطوي في أبسط صوره، علي الاستهانة بالثقافة واحتقارها، باعتبارها القاطرة الاخيرة، والتي لا لزوم لها (من وجهة نظرهم طبعا) وبالتالي لا مشكلة في انتهاكها والاعتداء عليها، أو التعدي عليها، إنها المال السايب، ليس له صاحب، إنها بالضبط الرؤية والموقف المتدني والمتخلف في التعامل مع الثقافة. الدلالة الأخري التي تستحق التوقف أمامها، هو موقف المثقفين في الدفاع عن قصر الثقافة، الدفاع عن حصنهم وبيتهم وأنفسهم بالتأكيد، فعل هو الرصيد الباقي، وهو الصخرة الصلبة التي تستطيع بها الثقافة حماية تاريخها، وانجازاتها وهو أيضا الضمانة الحقيقية لصيانة الثورة.