في الأيام القليلة الماضية خلعت مصر ملابسها »وطلع الشعب من هدومه« وانكشفت كل الأشياء رغم أن كثير من البسطاء مازالوا يسألون »هوه فيه إيه«؟.. ومن مشاهد صغائر الأمور فوجئنا مثلا أن مجلس إدارة الأهلي كان يقف علي باب النادي قدما في الخارج وقدما في الداخل مهددا بالخروج بلعبة صغيرة هي مباراة البن الأثيوبي كانت ستنهي لعبة كبيرة صدقها الناس سنوات طويلة وانبطح بسببها الوسط الرياضي وقمة هرمه الإداري.. واقتنعنا في نهاية الأمر بأن السلطة تظل قوية و»نقدية« حتي لو أحاطت بها مظاهر الضعف.. وأنه لا توجد دولة داخل الدولة إلا في خيالنا الجاهز دائما لنسج الأساطير وصناعة الطغاة.. كان مجلس إدارة الأهلي في الطريق إلي »العزل« عن الشارع تمهيدا للانقضاض عليه خاصة وأنه فهم خطأ حدود العلاقة مع الجمهور في الوقت الذي لا يملك فيه »كاريزما« إدارة الأزمات.. وعلي الشاطيء الآخر من نهر الأحداث تري الإسلاميين هم الدولة الحقيقية داخل الدولة الرسمية.. ولم يفهم »الإخوان« حتي الآن أنهم في الطريق إلي »العزل« عن قوي الثورة الأخري تمهيداً للانقضاض عليهم كجماعة وليس كثوار، دون أن يعترض أحد من عموم الشعب.. فيعودون ببساطة إلي المربع »صفر«!..