لم نأخذ الدرس والعبرة من ماضينا.. عبثنا بحاضرنا.. وضحينا بمستقبلنا!.. فأي غد ينتظرنا ونحن الذين نأخذ من الوطن ولا نعطيه.. نفعل به نفس ما يفعله الأعداء.. نزرع الشوك والحنضل في أراضيه.. ونفخر بتخلينا عن روح التضحية والفداء.. أي مصير ينتظرنا طالما أننا نتوهم الإبحار نحو المستقبل دون بوصلة.. ووجدناها لاثارة الفوضي أكبر فرصة؟! مصر تمر الآن بأخطر مرحلة في تاريخها الحديث.. فيها تكون أو لا تكون.. إما بتأكيد الذات والانتصار لثورتها الشعبية.. وإما التراجع والإنكسار وترك الساحة لعبث الأبالسة الذين تربوا في حانات النظام السابق.. والطريقان مختلفان ومتناقضان والفرق بينهما مثل الفرق بين الجنة والنار.. الأول يعني تخليص الثورة من المتحولين الذين سطوا عليها والجرأة في اتخاذ الاجراءات الكفيلة بتحقيقها لاهدافها حتي تحيا مصر حياة ديمقراطية سليمة.. والثاني يعني علو صوت وفعل الثورة المضادة ليعود أتباع المخلوع للإمساك بزمام الأمور وتعود خيرات الوطن لتكون حكرا علي الفاسدين دون سواهم من أفراد الشعب الكادح! ضبابية المشهد السياسي الراهن تؤكد أن الساسة ضلوا بالثورة الطريق وأثبتوا بما لا يدع مجالا للشك أن مصالحهم الشخصية فوق مصلحة الوطن.. وأن تحقيقها. ولو بالطرق الميكافيلية أمر لا يقبل المناقشة حتي لو كان يعرض البلاد لمزيد من الفوضي.. وتؤكد هذه الضبابية أيضا أن بيننا من يريدون استنساخ الحزب الوطني والنظام السابق من جديد، وكأنهم يقولون: »مبارك حكم مصر وتحكم فيها 03 سنة.. اشمعني احنا«؟! فهم الذين ظهروا بمظهر البر والتقوي أمام الناخبين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.. وهم الذين لعنوا سياسة »التكويش« علي السلطة بعد الثورة، وقالوا إن تلك السياسة تؤدي للاستبداد الذي أذاقهم العذاب ألوانا في عهد المخلوع.. لم يمض وقت طويل علي تصريحاتهم التي قالوا فيها إن مصر أكبر من أن يتولي أمرها فصيل سياسي واحد.. والآن وتحت زعم تغيير الظروف يريدون تنفيذ عكس ما ذكروه وصرحوا به.. الهيمنة علي كل شيء برلمان دستور.. حكومة ثم رجل أعمال رئيسا للجمهورية وكأن الشعب الموعود بالعذاب نسي ما نهبه رجال الأعمال الذين استوزرهم مبارك وولده جمال!.. يعني نظام حكم يماثل نظام مبارك، لكن ب»لحية« ومجموعة مسئولين من حفظة القرآن والأحاديث النبوية! الصراع علي السلطة أصبح سمة المشهد السياسي في الوقت الراهن.. وهذا من شأن العودة بالثورة إلي الوراء.. وتصدير الاحساس للمواطن البسيط بأن »أيام مبارك كانت أفضل«! من شأنه أيضا إثارة المزيد من النزاعات وتبادل الاتهامات التي قد تؤدي إلي إطالة المرحلة الانتقالية! وما أشار إليه رئيس الوزراء مؤخرا يجب ألا يمر مرور الكرام.. فقد ذكر أن قياديين بأحد الأحزاب طلبوا من بعثة صندوق النقد الدولي عدم إقراض مصر 2.3 مليار دولار لان البرلمان بصدد سحب الثقة من الحكومة! إذا كان هذا صحيحا فالمعني أن الإخوان ضد البلد.. والمغزي أن مصر انتقلت من هيمنة حزب وطني إلي سيطرة حزب وطني معدل، في ظل صراعاته وطموحاته الجامحة تطيح العواصف والأعاصير السياسية بما تبقي من الاقتصاد. ولا يصبح فلول الوطني المنحل الوحيدين في الساحة الساعين إلي تركيع وتجويع الشعب! أقول لهم ... جماعة الإخوان: »انتم مطالبون بمراجعة ثقة الشعب فيكم، قبل اتجاه البرلمان لسحب الثقة من الحكومة«! خيرت الشاطر »السياسي الشاطر هو الذي يبتعد عن الشبهات.. المحروسة اكتوت بنار زواج المال بالسلطة«! سعد الصغير »مصر مليانة عنب... مش ناقصة هز وسط«!