لست من المنتمين إلي أي حزب سياسي.. ولا أي من التكتلات أو العصبيات.. دائماً ما أبحث عن الهدوء في حياتي بعيداً عن الضجة والثرثرة.. أشاهد كل يوم ما يدور حولي أتابعه عن كثب.. وفي أغلب الأحوال أحتفظ بآرائي لنفسي.. وفي القليل أقوم بنشرها، تابعت كثيراً ملف الإخوان المسلمين.. تصريحاتهم في العهد البائد والتي كانت تتسم بالرضوخ إلي الأمر الواقع ومنافقة النظام بل وتجميل صورته وتصريحاتهم وقت الثورة حينما نزلوا إلي الميدان يوم 28 يناير بعد تأكدهم أنها ثورة بجد ولعنوا النظام والقائمين عليه ووبخوا كل من له علاقة بالحزب الوطني.. وشاهدتهم حينما تم تأسيس الحزب السياسي الذراع اليسري للجماعة التي أصبحت غير محظورة بعد الثورة بأنهم أنشأوا حزباً سياسياً ليس له علاقة بالدين وأنهم سوف ينافسون في الانتخابات البرلمانية علي نسبة 30٪ ويتركون الساحة بعد ذلك للأحزاب المختلفة، وحين تزاحمت الساحة بالتيارات المختلفة فوجئنا بهم (أي الإخوان) يستحوذون علي أغلبية مقاعد المجلس ولم يشهر لهم أي تعليق أو تصريح علي هذا الاستحواذ.. وجاءت الانتخابات الرئاسية وظهر الإخوان أمام الشعب المصري بأنهم لم يدفعوا بمرشح للرئاسة وكأنهم غير طامعين في الحكم، ولكنهم- كالعادة- نقضوا كلامهم ودفعوا برجل الأعمال خيرت الشاطر كمرشح رئاسي عن حزب الحرية والعدالة ولكن في هذه المرة أفصحوا عن السبب وأنهم تعرضوا لتهديد بحل البرلمان وفقدان السلطة من أيديهم.. تعجبت كثيراً من كلامهم خاصة أنني كنت من أشد المعجبين بهم وقت الثورة لتصريحاتهم التي لم أراها من قبل بالاهتمام بالمواطن المصري وهمومه ومشاكله، ولكن اكتشفت الفاجعة أنهم كغيرهم يبحثون عن السلطة والجاه لأنفسهم فقط وليس لهم علاقة بالشعب وعلاقتهم الوحيدة والقوية جداً هي بجماعتهم ولا يهمهم الوطن.. همهم هو أنفسهم وكفي، يا خسارة علي من وثق بهم الشعب ثقة عمياء علي أمل أن يهتموا بهم وبمشاكهم.. ظهر الحزب الوطني الجديد الذي يبحث عن منافعه وكيفية الاستحواذ علي كل شيء حتي الدستور نفسه استحوذوا عليه ولم يتركوا الفرصة لأي من التيارات الأخري أو المتخصصين في القانون لتأسيس الدستور الحديث.. أخيراً أتمني أن يتراجع الإخوان عن موقفهم وأن يعودوا إلي صفوف المواطنين حتي يستعيدوا ثقة الناس فيهم من جديد التي فقدوا منها الكثير!