ترأس نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح عضو وفد دولة الكويت المشارك في الدورة 65 للجمعية العامة للامم المتحدة الليلة قبل الماضية الاجتماع الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي الذي يعقد سنويا في مدينة نيويورك علي هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ونوقشت خلاله مسائل تهم منطقة الخليج لاسيما ما يتعلق بأمنها واستقرارها. وفي تصريح للصحافة العربية عقب الاجتماع قال الشيخ محمد بصفته رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري ان الوزراء تدارسوا المواضيع المطروحة علي جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة "وخصوصا القضايا التي لها ارتباط مباشر بأمن واستقرار منطقتنا العربية وبالأخص منطقة الخليج". وأضاف ان الاجتماع استعرض مواقف دول المنطقة من قضية السلام مذكرا بالمواقف التي أبدتها قياداتها خلال القمة الخليجية التي عقدت مؤخرا في الكويت فيما يتعلق بدعم القضية الفلسطينية واقامة السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط والانسحاب الاسرائيلي من الجولان ومن الاراضي اللبنانية المحتلة. وقال ان الاجتماع ناقش أيضا مسائل تتعلق بتحقيق أهداف الالفية الثالثة وأبرز التقدم الكبير الذي حققته دول مجلس التعاون في هذا المجال. وذكر ان الوزراء قرروا تنسيق عملهم في نطاق جامعة الدول العربية فيما يتصل بالقضايا التي تهم الوطن العربي كقضايا السودان والصومال ورفع درجة الزخم الدولي لحل تلك القضايا.وقال "اننا اتفقنا أيضا ان نعمل بشكل حثيث لدعم ترشيح دولة قطر لرئاسة الجمعية العامة وهو أمر سيكون له انعكاس ممتاز للقضايا العربية عندما تتبوأ دولة قطر رئاسة الجمعية العامة" في دورتها المقبلة. وردا علي سؤال حول تقييمه للدور الايراني بالنسبة لامن الخليج والمنطقة بشكل عام قال الشيخ محمد "اننا نؤكد دائما ان ايران دولة كبيرة في المنطقة ونريد ان تكون لنا علاقات طيبة ومزدهرة مع جارتنا المسلمة - ايران وفي الوقت نفسه نريد ان تلعب ايران دورا ايجابيا في أمن المنطقة وبما ان هناك قرارات دولية فانه مطلوب من ايران ان تتعامل بايجابية مع هذه القرارات كي ننزع فتيل أي توتر في المنطقة ولذلك فاننا نكرر طلبنا من أصدقائنا في ايران بان يتعاملوا بايجابية كي نتمكن من ان نقلب هذه الصفحة وخصوصا في قضية البرنامج النووي الايراني". وأضاف ان "المطلوب هو التأكيد علي سلمية هذا البرنامج وأعتقد ان ايران أكدتها عدة مرات ولكنها بحاجة الان الي التجاوب مع متطلبات القرار الدولي في تأكيد سلمية هذا البرنامج". وحول امكانية حدوث مواجهة عسكرية في منطقة الخليج قال الشيخ محمد "مرفوضة المواجهة العسكرية " مذكرا بأن منطقة الخليج عانت بما فيه الكفاية من الصراع العسكري منذ احتلال صدام حسين للكويت وأنها تريد ان تلتفت الي تنمية دولها وازدهار مواطنيها وان تضع جهودها ومواردها للرفع من شأن المواطن الخليجي. وقال ان الهدف من القمة العربية الاقتصادية والتنموية التي عقدت في الكويت هو الالتفات ولو للحظة لمعاناة المواطن العربي والعناية بحياته ورزقه وعمله وثقافته وصحته لان تلك هي الامور التنموية التي تخلق القيمة الحقيقية للمواطن العربي علي المدي البعيد "ونحن نردد دائما اننا لا نريد اي مواجهة مسلحة ونرغب في ان يكون هناك تعاون جدي مع قرارات الشرعية الدولية". وردا علي سؤال حول خروج العراق من تحت طائلة الفصل السابع أكد الشيخ محمد ان أول دولة تتمني ذلك هي الكويت لان هذا يعني ان العراق استكمل تطبيق القرارات ولذلك "أكدنا مرارا وتكرارا أننا مستعدون لان نساعد العراق ونحن في واقع الأمر نساعده في استكمال تنفيذ القرارات لان ذلك هو طريق الخروج من تحت طائلة الفصل السابع". وعن عملية السلام في الشرق الأوسط أوضح الشيخ محمد انها قضية تعاقدية بين الطرفين. وقال ان موقف الطرف العربي واضح منذ انعقاد قمة بيروت في 2002 عندما اتخذ القرار الاستراتيجي وهو السلام ولا يزال هذا القرار معروضا علي الطاولة " ولكن هل هناك شريك للعملية السلمية ننظر الان الي ما هو موجود بالنسبة لمن يدير الان الامور في اسرائيل وننظر لشخص لا اعتقد ان لديه في قلبه القرار للسلام وهذه هي الاشكالية التي نريد للعالم أجمع ان يري ان العرب هم المستعدون للسلام واسرائيل هي التي ترفضه". من جهته أشاد الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) وتلفزيون الكويت عقب الاجتماع برئاسة الكويت سواء ممثلة في أمير الكويت أو في شخص رئيس الوزراء أو نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية قائلا "انها تتوصل دائما إلي النتائج التي نتمناها ونتطلع اليها وتعود بالفائدة علي دول مجلس التعاون." وأضاف ان وزراء خارجية دول مجلس التعاون ناقشوا خلال اجتماعهم العلاقات الاقتصادية مع الدول الصديقة مثل الاتحاد الاوروبي ورابطة أمم جنوب شرق اسيا (آسيان) والصين والاتحاد الروسي ومجموعة ريو وسيجتمعون بممثلي هذه الاطراف خلال هذا الاسبوع في نيويورك علي هامش أعمال الجمعية العامة. علي جانب اخر ناقش نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح مع وزير الخارجية اليوناني ديمتريس دروتساس السبل الكفيلة بتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية التي تربط البلدين. وقال دروستاس في اعقاب اجتماعه مع الشيخ محمد عضو وفد دولة الكويت المشارك في الدورة ال65 للجمعية العامة للامم المتحدة "اكدنا ارتقاء علاقاتنا الثنائية الي مستوي عال جدا وتقاسمنا العديد من القيم المشتركة والتاريخ كما ان بامكان الكويت الاعتماد دائما علي الدعم اليوناني واعتماد اليونان علي الدعم الكويتي".