من حقه علينا ان ينفجر الصمت الذي ظل حبيس الصدور أشهرا طويلة تترقب لحظة ينطق فيها قضاؤنا الشامخ العادل بكلمة اليقين فيعيد الحق المسلوب لأصحابه، ويزيل حزناً من نفوس ظلمتها الأيام.. وأساءت اليها محاولات الله اعلم بنواياها تألمت وتعذبت في صبر، تحملت في صمت تتساءل ليل نهار اي ذنب ارتكبت واي جرم فعلت؟ ولا احد يجيب فلا احد يعلم لماذا؟ انتظرت لحظة لهاتف غامض يصيح الله حق.. الله عدل يمقت الظلم والظالمين.. لا يفرط في حقوق عباده، ويرد في عنف علي من يقولون: هذا جزاء من يعمل يرضي ضميره ويبذل العرق في سبيل وطنه.. تهون عليه صحته ووقته.. ويضحي بالغالي والرخيص لا يبغي الا وجه الله ورضا وطنه.. فجأة يجد السهام المسمومة مصوبة إليه من كل اتجاه، تضرب في طيش.. تسيل الدم.. وتنهش اللحم وتسيء الي الجميع حتي الذين لا ذنب لهم: الزوجة.. الأبناء وحتي الأب الذي مات ولماذا؟ لا جواب.. هجوم وتجريح وافتراء وقصص وروايات من وحي الخيال الخادع الكاذب ولا احد يصد ولا يرد ولا حتي يعلن الحقيقة.. رغم ان الحق ليس اخرس.. ودولة الظلم ساعة ودولة الحق الي قيام الساعة.. اذا غاب الحق فلابد أن يعود.. فالله حق والله عدل.. اذا ايقن الباطل انه انتصر.. صرخ الحق بأعلي الصوت لا ولن يدوم، فالله حق والله عدل.. الهجوم الظالم يشويه وهو يتمتم في يقين: حسبي الله ونعم الوكيل هذا ما جناه عليّ عملي.. لا.. استغفر الله العظيم كل ما املك فداء بلدي.. ويكفيني ان مبارك كرمني ومنحني وساماً علي صدري ناطقاً وشاهداً. وفجأة ووسط الصمت وصوم رمضان يجلجل الحق ويعلن النائب العام حفظ التحقيقات في بلاغ مدينتي يعلن البراءة وانتفاء اي شبهة جنائية او اهدار للمال العام. ويأتي الجواب الذي طال انتظاره.. ويعود الحق لصاحبه ولو بعد طول غياب فالحق لا يموت. محمود غنيم