ما أسوأ ان تنتاب الأجهزة نوبة عدم المبالاة تجاه ما يثار في الصحف بالحق أو بالباطل. ان الالتزام بالصمت يعني ان اهتمامات الناس وقضاياهم والتي تتناولها أجهزة الإعلام مقروءة أو مسموعة أو مرئية لاتهمهم. هذا السلوك ما كان يمكن ان يستمر ويتواصل لو أن قيادات الدولة التنفيذية تفرض علي مسئولي أجهزتها ضرورة الاهتمام بما ينشر والرد عليه إما بالعمل علي ايجاد حلول لها إذا كانت صحيحة وإما بالتفنيد والتصحيح إذا كانت لا تتسم بالمصداقية. ان مواجهة ما ينشر بسلبية التصرف واللجوء إلي رفع شعار فليضربوا رأسهم في الحائط يعود إلي اعتماد المنوط بهم الرد والتعقيب.. علي الحماية وعدم المساس بهم وان أحدا لن يحاسبهم أو يمس شعرة من رءوسهم. هذا المناخ السائد يعني أنه لا احترام لحرية التعبير ولا إيمان بالديمقراطية وحق الشعب في المعرفة وهو الأمر الذي يجعل الناس تفقد الثقة في الدولة. هذا الذي أقوله يتصل بقضية »البرج الخرابة« الذي كنت قد تناولت احداثها يوم 61 مايو الماضي تحت عنوان آلا من حل لهذا »البرج الخرابة«. المبني الذي أعنيه اقيم علي شكل دائري في قلب حي الزمالك في منطقة قريبة من نادي الجزيرة ويرتفع لخمسين دورا مما يجعل منه أعلي مبني في القاهرة كلها. هذا الارتفاع الشاهق جعله جاذبا للانظار من أي مكان. لقد كنت أنتظر ردا من محافظة القاهرة الطرف الاساسي أو من هيئة تعمير القاهرة ولكنهما اختارا الصمت المريب. من هذا المنطلق يبدو ان المسئولين في المحافظة وإيمانا من جانبهم بأنهم بعيدون كل البعد عن المساءلة والمحاسبة من جانب الحكومة ورئاستها فقد أصموا أذانهم عن توضيح موقفهم من استمرار هذه الصورة القبيحة في قاهرة المعز علي مدي 52 عاما هو عمر هذا المبني. أمام هذا الصمت وجدت نفسي مضطرا إلي أن أنشر اليوم الرد التالي الذي كنت قد تلقيته من الشركة صاحبة المشروع »النحس« ردا علي مقالي: جلال دويدار تحية طيبة.. وبعد أشكرك علي ما جاء في عمودك »خواطر« بجريدة الاخبار متعلقا بموضوع أعلي برج في مصر والذي تم تنفيذه طبقا لتراخيص سليمة أقرتها المحاكم بأحكام نهائية. لا أريد ان أخلي مسئوليتي بصفتي رئيس مجلس ادارة الشركة المالكة، إلا أننا كأصحاب لهذا المشروع الفريد لم نهمل منذ البداية العمل علي توفير جراج يتناسب مع هذا المشروع حيث كان تصميم المشروع يتضمن تنفيذ 7 أدوار تحت الأرض كجراج للسيارات، وتم بدء تنفيذ ذلك بالتعاون مع شركة Soletanch الفرنسية وهي الرائدة في العالم في تنفيذ المشروعات تحت الأرض، وعندما قمنا بتنفيذ نحو 03٪ من الحائط الخرساني حول أرض المشروع- أوقفنا حي غرب القاهرة بحجة ان الدفاع المدني لا يسمح - في ذلك الوقت - إلا ببناء طابق واحد تحت الأرض. عرضنا علي محافظة القاهرة في عام 4791 اقتراحا بتنفيذ جراج تحت الشارعين الملاصقين للمبني والمباني المجاورة، ووافق المجلس التنفيذي للمحافظة علي ذلك الاقتراح كما اصدر محافظ القاهرة في ذلك الوقت قراره في هذا الشأن ولم نتمكن حتي الآن من التنفيذ. قمنا- بتوجيه من محافظ القاهرة الأسبق - اللواء عمر عبدالآخر- بشراء احدي الفيلات القديمة المتهالكة لتنفيذ جراج في موقعها »01ب/21 شارع الكامل محمد بالزمالك« - إلا أننا فوجئنا بقرار بعدم هدم الفيلات، فعرضنا الموضوع علي مجلس الدولة الذي أصدر حكما مشمولا بالنفاذ بهدم الفيلا وذلك في عام 4002 الا اننا لم نتمكن من الهدم حتي الآن برغم من إقرار مسئولي حي غرب القاهرة من أنهم ملتزمون باصدار ترخيص الهدم تنفيذا للحكم. وبعد فشلنا في اقناع محافظة القاهرة في معاونتنا من أجل ايجاد حل لتنفيذ جراج مناسب - وبسبب الخسائر الضخمة التي نتكبدها نتيجة توقف المشروع عن التشغيل، فقد تقدمنا إلي اللجنة المختصة بفض المنازعات، فما كان منها إلا ان حكمت لصالحنا بالتعويض بمبالغ ضخمة أزعجت محافظ القاهرة الدكتور عبدالعظيم وزير إلا ان ذلك لم يؤدي إلي أن تتحرك محافظة القاهرة لإنهاء المشكلة. د. مهندس خالد فودة رئيس مجلس الإدارة تعليق: هل نطمع في الخروج عن الصمت وتوضيح حقيقة ما يجري. جلال دويدار [email protected]