يفترض أن الضمير هو الذي يحكم علاقة الباعة بالمستهلكين خاصة واننا في شهر رمضان المبارك .. الشهر الكريم الذي يسعي فيه كل شخص للتقرب من الله لكن يبدو أن الضمير لم يعد له وجود وأن علي مباحث التموين أن تتدخل لضبط أسعار السوق ولا تترك المستهلك وحده يواجه مافيا من الباعة كل همهم امتصاص دم المستهلكين! علي سبيل المثال لا الحصر كل أسواق مصر القديمة تحتاج لتدخل مباحث التموين بل كل الاسواق بالقاهرة فشارع حسن الانور وهو شارع رئيسي يمتد من السيدة زينب الي جامع عمرو بن العاص هو مثال للفوضي التي تشهدها شوارعنا .. الباعة يحتلون الأرصفة يمين ويسار الشارع ولا يلتزمون بالتسعيرة الموضوعة علي البضاعة وباعة الخبز يغالون في الاسعار وهم واثقون بأنهم في مأمن من حملات التموين والافران بالشارع تعمل بدون رقابة .. لا أحد يهتم .. المرور بالشارع نموذج للفوضي بمعني الكلمة .. اشغالات طريق وبلطجة وفوضي الميكروباص والان وصل التوك توك الي محطة مترو الملك الصالح ليزيد من معاناة السير. نموذجا أخر للفوضي يميز حي مصر القديمة .. شارع صلاح سالم الذي يقع فيه الحي مظلم تماما في المساء في المنطقة من ميدان أبو السعود وحتي الحي نفسه رغم أن المنطقة سكنية وليت رئيس الحي يقف ليلا ليشاهد الاطفال والنساء وهم يعبرون الشارع فالموت يلاحقهم كل ثانية بسبب العربات المسرعة والظلام الدامس .. أما الشارع أعلي نفق الملك الصالح فحدث ولا حرج .. بعد أن أخرج المقاول بطنه تركه ولم يعد لاصلاحه .. الاهمال هو عنوان الحي .. لافتات المرشحين لمجلس الشعب وكل من هب ودب يهنئ بالشهر الكريم .. صورة أخري من صور الفوضي في مصر القديمة .. أين جيش الموظفين الذي يقبض آخر كل شهر مرتبا لا يستحقه معظمهم ! مؤمن خليفة