لايزال البعض من جيلي والجيل الذي سبقنا يتذكر نداء الباعة الجائلين في الشوارع والمناطق الشعبية والارياف بتلك العبارة الشهيرة " شكوكو بقزازة " وهي عبارة ترتبط ارتباطا وثيقا بالتراث الشعبي المصري فشكوكو هو مطرب شعبي ممن أحيوا فن الاراجوز وصنعوا له الاراجوز الشهير علي هيئته في منتصف الخمسينيات وكان الفدائيون يجمعون الزجاجات ليصنعوا منها متفجرات وفطن الاحتلال البريطاني في القناة لذلك وجمعوا الزجاجات من الباعة واستبدلوا صناعة الاراجوز والعروسة الشعبية من الجبس بدلا من الزجاج .. هذه المقدمة كان لابد منها للاقتراب من عالم الاراجوز .. ذلك الفن الذي يوشك علي الانقراض في مصر .. فلم يعد هناك سوي صابر المصري شيخ لاعبي الاراجوز والوحيد الباقي علي قيد الحياة من رواد ذلك الفن الشعبي الاصيل فقد تعلم علي يد أشهر (الاراجوزية ) أحمد زوربة ومصطفي الأسمر ونعمة الله العجمي .. وما ينطبق علي الاراجوز ينطبق أيضا علي رواة السيرة الشعبية الذين تسربوا واحدا تلو الاخر بالموت .. الاراجوز ينقرض في مصر !! .. تلك العبارة نطلقها لينتبه الناس لان الاراجوز جزء من حياتهم وماضيهم .. الاراجوز هو المتحدث الرسمي بلسان حال الناس .. هو المعبر عنهم الذي يقوم بتوصيل رسائلهم الي أصحاب السلطان في كل زمان ومكان .الاراجوز مثله مثل معظم فنوننا الشعبية التي تعرضت للاهمال مع هجوم الفضائيات الكاسح علينا . الأراجوز ( القره قوز - الأرا أوز ) فن شعبي أزدهر في مصر في أواخر العصر المملوكي (1250- 1517) و كان وسيله لتسلية الناس جنبا الي جنب مع خيال الظل. من اشهر فناني الأراجوز في العصر الحديث كان الفنان محمود شكوكو (1912 - 1985) الذي قدم اول مسرح للعرائس في مصر عندما قدم مسرحياته الشهيرة شكوكو في كوكب البطيخ والكونت دي مونت شكوكو. أين اختفت أوراق مدبولي ؟! صرخة عاجلة اطلقتها أسرة الفنان عبد المنعم مدبولي لرئيسة الاذاعة السيدة انتصار شلبي من اجل استعادة أوراق هامة تروي سيرته الشخصية وجانب من مذكراته التي كتبها بنفسه .. الاوراق اخذها مخرج بالاذاعة اسمه كمال دسوقي منذ عامين كما أخبرتني أمل أبنة الفنان الكبير وفعلت الاسرة المستحيل من اجل استعادتها بدون فائدة .. وتعود أمل الي أصل الحكاية قائلة : منذ نحو ثلاث سنوات جاءنا المخرج وعرض علينا انا واخوتي تقديم مسلسل عن الوالد بشرط ان نقدم اليه الاوراق والمستندات التي يستطيع من خلالها كتابة مسلسل ورحبنا بالطبع ووقعنا علي تفويض بذلك ومرت الشهور تلو الاخري ولم يقدم شيئا وظل يماطلنا بحجج مختلفة .. حاولنا بكل الطرق ان نستعيد الاوراق وبما انني المسئولة امام الاسرة حاولت الحديث الي السيدة نبيلة مكاوي رئيسة شبكة صوت العرب بدون جدوي .. أكثر من عشر مرات وفي كل مرة نعلم انها مشغولة ولا ترد علي أحد ورغم ان السكرتيرة تسألنا عن الموضوع ونخبرها به وتعلم انني ابنة فنان كبير قدم الكثير لهذا الوطن واسعد الملايين وهو علي قيد الحياة .. تكمل أمل مدبولي : عندما خاب رجاؤنا في رئيسة صوت العرب حاولنا الوصول الي رئيسة الاذاعة .. قلنا ربما نستطيع الحديث معها لترد لنا الاوراق والتفويض الممنوح للمخرج وخابت مساعينا أيضا ولم تقابلنا أو ترد علي التليفون !.. نحن لا نريد تقديم أي مسلسل عن والدي .. فقط نريد الأوراق التي استولي عليها المخرج والتفويض الممنوح له .. نريد ان نحترم تاريخ عبد المنعم مدبولي !