دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي السودان إلي المشاركة في قمة فرنسا أفريقيا المقرر انعقادها في نيس نهاية مايو المقبل، وطلب من الرئيس السوداني عمر البشير تعيين ممثل له في هذه القمة. ويؤكد هذا الاعلان ضمنا ان السلطات الفرنسية لم تدع الرئيس السوداني الذي اصدرت المحكمة الجنائية الدولية بحقه مذكرة توقيف، وكان الرئيس الفرنسي والرئيس حسني مبارك قد قررا تحويل قمة فرنسا افريقيا من مصر إلي نيس تفاديا لمشاركة عمر البشير. من ناحية أخري دعت الحركة الشعبية لتحرير السودان الرئيس السوداني عمر البشير إلي التنازل لصالحها في الانتخابات التشريعية والرئاسية المقررة في أبريل المقبل. وقال مرشح الحركة للرئاسة ياسر عرمان إن الحركة في حال تنازل البشير، تتعهد بحل أربع قضايا رئيسية في البلاد علي رأسها الوحدة بين الشمال والجنوب وحل أزمة دارفور. من جانب آخر دعا مسئول في نفس الحركة الرئيس السوداني إلي تسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية لمواجهة ما وصفها باتهامات بارتكاب جرائم حرب في دارفور. وقال مرشح الحركة لمنصب محافظ الخرطوم إدوارد لينو إن البشير ليس لديه خيار غير الاستجابة لما تطلبه المحكمة الجنائية الدولية، يجب أن يذهب وإذا لم يذهب فإنه سيؤخذ إلي هناك" وأضاف لينو أن العديد من الشخصيات الكبيرة نقلوا إلي هناك، والبشير ليس استثناء.. من أجل خير البلاد يجب أن يحصل البشير علي إجازة ثم يذهب إلي لاهاي". ويتنافس في الانتخابات أكثر من أربعة آلاف مرشح يمثلون 66 حزبا، إضافة إلي 12 شخصا يتنافسون علي رئاسة الجمهورية بينهم الرئيس الحالي. من جانب آخر تفتقر الأجواء في السودان إلي مظاهر الحماس التي عادة ما تسبق الانتخابات. ولا يشعر زائر الخرطوم بأي حركة أو مظهر يدل علي أن المدينة تعيش حملة انتخابية رئاسية وبرلمانية شرسة، فلا أحد يتحدث عن الموضوع ولا مظاهر احتفالية تعطي انطباعا ما بهذا الخصوص وكأن الحملة اختارت لغة الصمت. وأعلن وزير الثروة الحيوانية بولاية جنوب دارفور مسار علي مسار الذي يزور الخرطوم في سياق الحملة الانتخابية، إن ضعف الحملة في العاصمة يعود إلي مسألتين أساسيتين وهما أن البلد لم يعرف حملة انتخابية منذ أكثر من عشرين سنة، وعدم قيام الأحزاب بأي نشاط انتخابي إنما يعبر عن رسالة سياسية. ويوضح الوزير -الذي ينتمي إلي حزب المؤتمر الوطني الحاكم- أن معظم الأحزاب فقيرة وغير مستعدة للحملة، بل إنها ما تزال حتي الآن تفكر في تأجيل الانتخابات، مشيرا إلي أن الأمر في المناطق البعيدة عن العاصمة يبدو مختلفا حيث الحملة الانتخابية سواء عبر الندوات أو الحفلات أو اللافتات وصور المرشحين.