عدا المعيدين.. عادة ما اسأل طلاب وطالبات الدراسات العليا »دبلوم - ماجستير - دكتوراه« وهم عادة من غير اعضاء هيئات التدريس او معاونيهم في الجامعات او المعاهد العليا.. لكن اغلبهم من الذين يعملون خارج النطاق الجامعي او المعاهد البحثية وغيرهم من النماذج الغريبة.. التي سمحت لائحة الدراسات الاخيرة بقبولهم في مراحل الدراسات العليا الثلاث دون التقيد بالتقدير العام او حتي التخصص الدقيق.. لذا وصل السماح لهم حتي تقدير »مقبول« بعد ان كان »جيد« وقبلها »جيد جدا«..اذا فهو امر جد خطير علي المستقبل العلمي والبحثي في جامعات مصر.. فماذا عن السؤال.. الذي ينحصر عادة في الاتي: - لماذا.. التحقت بالدراسات العليا؟ رغم انك لست عاملا بحقل الجامعة؟ الاجابة عادة ما تكون في صور متعددة منها علي سبيل العلم. 1- احدهم وهو عادة موظف.. يقول ببساطة. - لتحسين الدخل وزيادة المرتب »من عشر الي خمسة عشر جنيها عادة«. 2- يقول اخر وهو يبتسم باستخفاف. - وقت فراغ يا دكتور.. مافيش شغل حتي الآن من ساعة التخرج. 3- اما الدارسة التي انقطعت عن الدراسة العليا منذ عدة سنوات.. عادت فتقول تزوجت، فمنعني الزوج من الدراسة.. ثم انفصلت ولا اعمل.. فعدت كنوع من شغل الفراغ الذي اعيشه الآن. 4- اما الاخري التي تحضر معها طفلها ليلعب في فناء الكلية.. فتقول: - تزوجت ولا اعمل وزوجي مسافر في اعارة.. وعندي فراغ رهيب. 5- النموذج الخامس صريحة جدا.. تقول ما معناه... لم اعثر علي ابن الحلال خارج نطاق الجامعة منذ التخرج.. فقلت أعود!! - هكذا يتقدم البحث العلمي في مصر.. حيث لم يعد الدافع هو الرغبة في التحصيل العلمي لمزيد من التطور والابداع والابتكار.. بل اصبح هدفا للوصول إلي مبتغي آخر لا علاقة له بالعلم او التعلم الجاد المتطور.. الذي عليه عالمنا الان.. في القرن الحادي والعشرين. ما تقدم جانب من الصورة التي تظهر ما عليه حالة البحث العلمي في مصر.. وهو الجانب السلبي الذي يتعلق بغير الجادين من طلاب الدراسات العليا.. اما الجانب الايجابي من الصورة وهو المتعلق بمن اختاروا.. او فرض عليهم بأمر تكليف مثلا ان يعملوا بقطاع هيئات التدريس في جامعات مصر.. فالامر هنا يختلف حيث ان الرغبة إلي مزيد من الدراسات العليا ثم البحث العلمي الجاد هو سبيلهم الوحيد اولا لاشباع رغبتهم وثانيا لأن تدرجهم الوظيفي بداية من معيد.. فمدرس مساعد فمدرس فاستاذ مساعد فأستاذ.. لن يتم سوي بالحصول علي المؤهل العلمي. هنا أتساءل.. في نهاية الستين يحصل الاستاذ علي مكافأة نهاية الخدمة وكذا حصيلة رصيده في الاجازات اضافة إلي حقه الطبيعي في المعاش الشهري.. وهو امر ينطبق علي جميع موظفي الدولة الذين تختتم حياتهم الوظيفية عند بلوغهم الستين.. غير ان هناك فئات اخري لهم كادرهم الخاص كرجال القضاء واساتذة الجامعات والفئة الاخيرة يسمح لهم قانون الجامعات بالعمل إلي ما بعد السبعين »بند رقم 121 مادة 311« وحيث ان هذا الرجل يعمل بنفس كفاءة الاستاذ العامل.. فلماذا لا يتم تقدير جهده في العشر سنوات التالية للستين بصرف مكافأة نهاية هذه المدة كذا حساب رصيد اجازاته.. وخاصة ان القانون الجامعي يساوي في الحقوق وكذا الواجبات بالنسبة للعامل والمتفرغ.. عدا المناصب الادارية.. ولا اكون مبالغا.. اذا طالبت بهذه المزايا.. اذا ما استمر في عطائه بعد بلوغه السبعين كأستاذ غير متفرغ.. يعطي من جهده وعلمه الكثير.