إشارة إلي توجيه بعض الرسائل إلي الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء مباشرة يأتي بسبب عدم استجابة المحافظين عما يكتب بالصحف وعما يطرح بالتليفزيون المصري من قضايا فتعرض عدة برامج علي مدي سنوات لخطورة عدم الحزم تجاه إخلاء الرصيف بشوارع المدن بمصر وعلي رأسها القاهرة الكبري ومنع مغتصبيه من التعدي عليه، ونهر الفن انفرد بأكثر من عشرين مقالاً مستشهداً ببعض المناطق الصارخة في العاصمة دون جدوي.. لا أتحدث عن قذارة العاصمة والزبالة المنتشرة في كل الأماكن حتي الأحياء الراقية إذا جاز التعبير، مرة أخري دون يأس أو ملل نهر الفن توجه استغاثة صارخة لحماية الرصيف بالمدينة ونزعه من المغتصبين الذين يعتبرون أنفسهم مراكز قوي يستطيعون فعل أي شيء في الشارع وإيذاء الناس، وهذا يتنافي مع القيم الإنسانية ويتعارض مع الشرعية القانونية ويتعارض مع اتفاقية حقوق الإنسان الموقعة من دول العالم، الدكتور أحمد نظيف سيادتكم تعلمون أن الرصيف وقياساته الهندسية وفق الكود الدولي للتخطيط العمراني وهذا كله تحقيقاً للنظريات العلمية التي ابتكرها الإنسان لصالح العائلة البشرية في العالم، والقرية الذكية نموذج واضح بشوارعها وطرقها الداخلية ونظافتها وأرصفتها والعلامات الموضوعة علي المباني برقة وجمال.. هذا النموذج يكشف عن أننا نستطيع أن نفعل أشياء كثيرة وعلي المستوي الحضاري المرضي، ولكن التناقض الموجود بالمدن وفي مقدمتها القاهرة الكبري غير مطبق الحد الأدني من المعايير والقياسات الواجبة.. وسيادتكم تسافر كثيراً لدول العالم وتستمتع بالسير والتجوال في صغري وكبري الشوارع في القرية قبل المدينة، وهذا يعني التزام المسئولين عن المدن والشوارع بمنظومة واحدة يتحقق من خلالها الإطار العام للمدينة وهويتها ولا يمكن التنازل عن تطبيق القياسات في شارع الشانزليزيه بباريس أو شارع في مدينة ليون بفرنسا أو حارة في مدينة قرطبة بأسبانيا التي خلف العرب فيها الجمال المعماري والتخطيط المعماري.. نقرأ ونسمع ونشاهد برامج وجهود الحكومة للإصلاح.. ولكن رؤية من بعد وليس من قلب الناس والمدينة.. وإذا نزل أحد المحافظين في الشارع لا يري ولا يشاهد الرصيف من هول الكتيبة التي تسير وراءه.. وأيضاً مما سبقوه لينظفوا وينوروا ويلمعوا الشارع.. هذا مرض قديم ومتأصل يا سيادة رئيس الحكومة.. الرصيف هو روح الآلاف بل الملايين من المترجلين النساء منهم والرجال وكبار السن والأطفال والمعاقين، مرة أخري سأذكر بعض الأمثلة الصارخة.. شارع حسن صبري بالزمالك.. لا يوجد إشغال لكن كل خمسة أمتار مستوي ارتفاع مختلف.. وبلاط مختلف، شارع سليمان أباظة من جامعة الدول العربية حتي ميدان الثورة »الرصيف مغتصب؟! البعض تم زراعته بالنجيلة والآخر بناء سور يمين ويسار الواجهة أو وضع سلك شائك«.. يوجد بالقاهرة الكبري أكثر من 05 ألف معرض سيارات جميعها اغتصبت الرصيف بوضع السيارات المعروضة عليه عيني عينك، جميع مقاهي مصر اغتصبت الأرصفة وجزء من الأسفلت بالشارع.. والآلاف من المحلات التجارية بنسبة 09٪ تحتل جزءا من الرصيف وفي معظم الأحيان كله، الإعلانات المزروعة علي الأرصفة عشوائية في قياساتها.. وهناك حوادث كثيرة.. ورش الميكانيكا التي مازالت في قلب القاهرة »وشارع شامبليون أصبح ورشة كبيرة لا شارع ولا أرصفة؟!« الخلاصة.. إن الإدارات المعنية بالمحافظات وعلي رأسها إدارة كل محافظة.. يفعلون ما يشاءون فتتفاوت الرؤي والثقافة وهذا ينعكس علي هوية المكان.. والمفترض من البديهيات أن تلتزم كل محافظات مصر بالمعايير القياسية للبنية الأساسية للمدن ونشدد علي الحفاظ عليها.. ثم الإبداع يأتي فيما بعد وفق طبيعة وجغرافيا كل مدينة وعاداتها وتقاليدها.