تساؤلات كثيرة تفرض نفسها عقب الاستفزاز الاسرائيلي في الجنوب اللبناني وخرقها للقرار 1071 القاضي بالتزام اسرائيل بالتواجد خلف الخط الازرق الفاصل بين الجنوب اللبناني واسرائيل، وعدم الاعتداء علي لبنان.. الاشتباكات، التي خلفت ثلاثة شهداء لبنانيين وقتل ضابط اسرائيلي كبير، بدأت عندما قامت قوات الاحتلال باقتلاع شجرة داخل الحدود اللبنانية متجاوزاً الخط الازرق.. فلماذا حاولت اسرائيل في هذا التوقيت بالذات ازالة هذه الشجرة؟ فهل كانت الشجرة فقط تشكل عائقا امامها لرصد ما يدور علي الجانب الاخر؟ أم انها كانت لمجرد استفزاز لبنان واختبار مدي رد فعله؟ وهل اذا صمتت لبنان علي قطع الشجرة فهل كانت قوات الاحتلال ستتوغل اكثر لتدرك إلي اي مدي سيستجيب الجيش اللبناني للاستفزاز؟ ايما كان الدافع الاسرائيلي وراء الخطوة الا انه لا يمكن تفسيرها بمعزل عن التوتر الذي يسود المنطقة منذ فترة والتهديد الاسرائيلي المستمر بشن حرب، وآخرها تهديدات وزيرها ايهود باراك بضرب مؤسسات الحكومة اللبنانية حال نشوب نزاع مع حزب الله. لبنان بدوره يستشعر ذلك التربص الاسرائيلي وهو مادعا الرئيس اللبناني للتحذير منذ يومين من سعي اسرائيل لزعزعة استقرار لبنان.. تطور اخر لم يمض عليه سوي يومين ايضا وهو كشف رئيس الاركان الامريكي الجنرال مولن عن خطة امريكية جاهزة لضرب ايران حال امتلاكها سلاحا نوويا، وايران كما هو معروف الحليف الاول لحزب الله ولا يمكن التفكير في ضرب ايران بمعزل عن تطويق حزب الله.. بالاضافة لتطور اخر قد يرتبط بالازمة، سقوط صواريخ مجهولة المصدر علي ميناء ايلات الاسرائيلي، وميناء العقبة الاردني، فلم تعلن اي جهة مسئوليتها عن اطلاق هذه الصواريخ، اما هدفها فهو واضح اثارة مزيد من التوتر في المنطقة المستفيد الوحيد منها دولة الاحتلال لاتخاذها ذريعة للاعتداء علي غيرها.. واقعة الشجرة اثبتت لاسرائيل ان جيش لبنان مستعد، كما انها ستحفز المقاومة لمزيد من الاستعداد واعتقد أن جيش الاحتلال سيفكر اكثر خلال الايام المقبلة قبل ان يقرع طبول الحرب مجددا. [email protected]