أعجبتني شخصية »بيير لويدجي« -32 سنة - هو شاب إيطالي من روما، يدرس تاريخ الفن، ويهوي السفر إلي أي بلد له تاريخ. بالطبع هو يخطط لزيارة مصر، ويعمل إلي جانب دراسته كي يوفر تكلفة رحلته. قال لي »لويدجي« مصر من أهم دول العالم التي تحفل بالتاريخ وتنطق بعظمته، فهي مهد الحضارات، لذلك أتمني أن أزورها وأشاهد آثارها الخالدة. إنه شاب مثقف، قاريء ومهتم بالسياسة والشئون العامة أيضاً. عندما سألته عن إيطاليا وأحوالها.. أقصد مشاكلها وقضاياها الآنية قال: لدينا العديد من المشاكل، السياسيون في بلادي لايفكرون في مستقبل هذا البلد، وكل هدفهم أن يحققوا أرباحا وأموالا، لكنهم لايخططون جيداً للمستقبل. لكنني عندما سألته كيف يري إيطاليا مقارنة بدول أوروبية أخري مثل فرنسا وبلجيكا وأسبانيا وإنجلترا والنمسا وغيرها فوجئت به يتحدث بعشق عن بلده، وفخر شديد يصل إلي درجة الزهو بأنه إيطالي. قال : سافرت إلي معظم دول أوروبا، لكنني لم أجد أبدا بلدا يشبه إيطاليا أو يقترب من روعتها ورائحة التاريخ التي تفوح في شوارعها ومبانيها العريقة. لم أجد عاصمة في جمال روما، يكفي أن أقول لك »هكذا يصف لويدجي شعوره« أنني عندما أعود من أي رحلة خارج بلدي أتنفس الصعداء، وأقول: أخيراً رجعت إلي مدينتي الجميلة!! لفتني هذا الشعور بالإنتماء في الحديث مع أكثر من شاب وشابة في إيطاليا حتي المعارضين منهم »برتا« أيضاً - 82سنة - تعشق مصر. تتكلم اللغة العربية »مِكَّسر« وتستمع إلي أغنيات شيرين عبدالوهاب وإليسا وعمرو دياب. مصر في قلب إيطاليا فالبلدان تربطهما جذور تاريخية وروابط ثقافية عديدة والإيطاليون يشبهوننا في كثير من العادات وأحيانا الملامح. تجمعنا مياه البحر المتوسط والمزاج النفسي لشعوبه. يكفي أن هناك 31 مسلة مصرية فرعونية تتوسط أشهر ميادين روما. فمصر حاضرة بقوة بتاريخها وحاضرها. والاكاديمية المصرية للفنون هناك تحتل أحد أجمل وأرقي الاحياء »ڤيلا بورجيزي« وهي الاكاديمية العربية والإفريقية الوحيدة ضمن 71 أكاديمية للفنون تمثل فنون العالم من شرقه إلي غربه. لذلك اهتم الرئيس مبارك بالعلاقة الخاصة والمتفردة بين مصر وإيطاليا، ووقع إتفاقية استراتيجية للتعاون بين مصر وإيطاليا مع رئيس الوزراء الإيطالي تعزز التعاون الثنائي في كل المجالات الإقتصادية والثقافية والسياسية. مصر في القلب عند الإيطاليين سواء علي المستوي الشعبي أو الرسمي. nawal[email protected]