أحياناً تجرفني أمواج القدر لأجد نفسي في العمق، قريباً جداً من حدث مهم. وكثيراً ما أتساءل: هل هي الحاسة السادسة للصحفية التي تعيش داخلي، أم أنه قدري المكتوب الذي أعتبر نفسي محظوظة به وهو: أن أعيش أحداثاً مهمة، غنية، ملهمة، وأن تصبح فيما بعد جزءاً من رحلة العمر، ورصيد الذكريات! آخر.. أو أحدث تلك المفاجآت القدرية حدثت لي في روما.. العاصمة الإيطالية التي تشع جمالاً، وتفوح من بين جدرانها وشوارعها رائحة التاريخ. لن أتحدث عن تفاصيل رحلتي إلي مدينة التاريخ والفن روما في هذا المقال.. فلهذا حديث آخر. وحكايات جديرة بأن تروي. لكني سأتحدث هنا عن مصر التي رأيتها في قلب إيطاليا، مغموسة في آثارها، محبوبة عند أهلها، وكأن دماءنا -نحن والإيطاليين بها شيء مشترك.. چين - مثلاً - أو عدة چينات مجتمعة. نعم نحن شعوب البحر المتوسط. نشترك معاً في هذا الموقع، ونتشابه كثيراً في الملامح الشخصية والإنسانية. المبهر في روما أنني رأيت 31 مسلة فرعونية مصرية ترتفع في أكبر ميادين روما. أما الشيء الذي أسعدني، وأكد لي أنني صحفية بالفطرة فهو أنني فزت بفرصة استثنائية لزيارة أكاديمية الفنون المصرية بروما وهي تتزين، وتتجمل استعداداً لليلة عرسها أقصد ليلة افتتاح الاكاديمية المصرية بعد التجديد والتي من المنتظر ان يشهدها الرئيس مبارك بنفسه خلال أيام قليلة. اصطحبني الدكتور أشرف رضا.. مدير الأكاديمية المصرية للفنون بروما لأشاهد اللمسات الأخيرة في هذا الصرح المصري الشامخ.. وبالتحديد في حي من أرقي أحياء العاصمة الإيطالية : »فيلا بورجيزي«. عندما وقعت عيناي علي واجهة الاكاديمية الجديدة أو »المجُدَّدة« غمرتني نشوة الفخر، فها هي مصر بأكاديميتها الرائعة، المتفردة تجاور ست عشرة أكاديمية للفنون من بلاد العالم المختلفة. مصر واحدة من سبع عشرة دولة تملك أكاديمية عالمية للفنون بروما. وهي الأكاديمية العربية والأفريقية الوحيدة هناك.. يا للفخر! وعرفت من الدكتور أشرف رضا.. مدير الأكاديمية أن الفنان فاروق حسني تابع بنفسه كل تفاصيل تجديد الأكاديمية القديمة منذ أن أعطي إشارة البدء في تنفيذها في منتصف 8002 وحتي انتهائها في منتصف يوليو 0102. أما الجديد في الأكاديمية المصرية للفنون بروما فهو مجموعة المتاحف والقاعات المتخصصة وأهمها المتحف المصري الذي يضم 021 قطعة من أندر القطع الأثرية المنتقاة بعناية. أتوقع أن تصبح أكاديميتنا المصرية للفنون سفيراً فوق العادة للحضارة المصرية والفن والتاريخ.. مبروك لمصر!