أصابني الفزع عندما سمعت وأنا خارج مصر عن انقطاع الكهرباء عن 7 محافظات في جنوبالوادي، البداية كانت باتصال تليفوني من احدي صديقاتي تسألني إذا كنت أعرف معلومات عن هذا الانقطاع المفاجيء، خاصة انها لا تستطيع الاطمئنان علي والدتها المقيمة في أسيوط، فالمحمول لا يستجيب والخطوط الأرضية مصابة بالشلل، اتجهت إلي مواقع الانترنت لعلي أعرف شيئا، ثم اتصلت بزملائي في »الأخبار« لأعرف طبيعة ما يحدث، وهالني ما عرفت، فقد تسبب عطل مفاجيء ظهر الجمعة في محول لقياس الجهد بنجع حمادي، في قطع الكهرباء عن 7 محافظات بجنوب مصر هي: أسوان، والبحر الأحمر، والأقصر، وسوهاج، وأسيوطوالوادي الجديد، وقنا. وهو الأمر الذي أدي إلي توقف الحياة تماما في المستشفيات والمياه والمرافق العامة من الساعة 05.21 ظهرا ولمدة تزيد علي الساعة، حيث تمت السيطرة علي الموقف، واعادة تشغيل المحولات الرئيسية. والحقيقة ان هذا الأمر تكرر بنفس الطريقة العام الماضي وفي نفس المحطة، وهو ما يعني ان هناك خطأ ما يجب ان ننتبه اليه قبل ان نفاجأ بانقطاع الكهرباء عن القاهرة الكبري بمحافظاتها الخمس. الخطأ الذي أقصده هو الارتفاع المتزايد في استهلاك الكهرباء بمصر خاصة القاهرة الكبري، ووفقا للارقام فقد سجل مركز التحكم القومي في الشبكة الكهربائية أعلي معدل استهلاك في الطاقة الكهربائية لأول مرة في تاريخ مصر يوم الاثنين قبل الماضي 62 يوليو. حيث وصل الحمل الأقصي إلي 32 ألفا و006 ميجاوات بزيادة 0062 ميجاوات عن نفس الفترة من العام الماضي وهي قدرات تعادل مرة ونصف المرة الطاقة المنتجة من محطة توليد كهرباء السد العالي، والتي كانت تغطي احتياجات شهر من الكهرباء أوائل الثمانينيات. يعني اصبحنا نستهلك في يوم واحد ما كنا نستهلكه في شهر كامل، وطبعا لا يمكننا ان نلوم الا أنفسنا لو زاد هذا الاستهلاك أكثر من ذلك، فأجهزة التكييف تملأ المنازل وتعمل 42 ساعة في اليوم، وأجهزة التليفزيون مفتوحة طوال النهار والليل، والانوار مضاءة حتي لو كنا خارج المنزل، كل هذه سلوكيات خاطئة يجب ان نغيرها، خاصة اننا علي أبواب شهر رمضان حيث حرارة الجو مستمرة والجميع يجلس أمام التليفزيون حتي الصباح وسوف تسهر المحلات والشارع حتي الفجر بما يعني مزيدا من الاستهلاك، لذا كل ما أرجوه ان ننتبه حتي لا نجد أنفسنا في أزمة كهرباء.