هل من المعقول ان قارة نصف دولها تتعارك مع النصف الاخر.. واغلب دولها في حرب ونزاعات اهلية داخلية.. يمكن ان تكون في يوم وليلة دولة واحدة.. وهل من المنطق ان قارة تتفاوت اقتصاديات دولها بين من يعيش علي الاعانات الخارجية التي لا تكفي رمق الجوعي بها وبين دولة من الاقتصاديات القوية البازغة.. ان تصبح بين ضحية وعشاها دولة ذات اقتصاد مشرك وعملة موحدة. هل من الممكن ان يجتمع شمل شعوب مختلفة الاعراق وتتحدث آلاف اللغات واللهجات ان يصبحوا شعبا واحدا. وهل من الممكن ان قارة تضم 45 دولة تتعايش باحلاف خارجية سياسية ضد بعضها البعض ان تتوحد كلمتها ومواقفها وسياستها الخارجية.. وهل من الممكن ان يكون لكل هذه الدول المتصارعة مع نفسها او مع جيرانها جيش واحد وعلم واحد. هل من الممكن ان تتوحد دول جمعت كل مظاهر الفقر والمرض والجهل في الدنيا لتتوطن في اراضيها وبين شعوبها. هذا هو حال افريقيا اليوم.. مع الاقتراح المعضلة الذي تتبناه ليبيا منذ 5 سنوات ونأمل من خلاله ان يتحول الاتحاد الافريقي الي الولاياتالمتحدة الافريقية. الاقتراح مثالي ولكنه رومانسي بعيد عن الواقعية، كل ابن من ابناء القارة يتمني ان تتوحد افريقيا مثل الولاياتالامريكية او تكون نموذجا ثانيا للاتحاد الاوروبي ولكن لأن هذا هو حال القارة فلا يمكن ان يتحقق هذا الحلم عنوة اوعاجلا.. قد يؤدي ذلك الي انقسام دول القارة بدلا من وحدتهم. وهذا هو ما يعاني منه الاتحاد الافريقي الان.. تحد رئيسي يجعل الاتحاد في مهب الريح. الصورة الحالية مقلقة.. انقسام خطير داخل دول الاتحاد بشأن المطالبة بتحويل المفوضية الافريقية للاتحاد الي سلطة.. كخطوة رئيسية في طريق الوحدة وقيام الولاياتالمتحدة الافريقية موحدة الاقتصاد والدفاع والسياسة مجموعة دول شمال ووسط القارة والمعروفة بتجمع الساحل والصحراء »س ص« وتقوده ليبيا والسنغال يطالبون بالتحول السريع الي السلطة والوحدة الشاملة ومجموعة دول جنوب وشرق القارة تري ضرورة التأني والتحرك التدريجي نحو هذا الهدف حتي تضمن له النجاح والنظام المؤسسي القوي والسليم. مهما استغرق ذلك من وقت سواء كان عاما او عشرة او اكثر او اقل. في القمة الافريقية التي اختتمت اعمالها مساء الثلاثاء الماضي لم يتم الاتفاق بالحوار الهاديء علي احد البديلين اوالاقتراحين بل وشهدت القمة انقساما وسجالا حادا بين بعض قادة المجموعة التي تؤيد الاسراع في خطوات الوحدة الكاملة. والمجموعة التي تؤيد التأني والوحدة التدريجية. وتقرر التأجيل للقمة القادمة واذا استمر هذا النهج في الحوار الحاد لن يصل الافارقة الي الوحدة الكاملة بل الي مزيد من التشرذم والتفرقة وكل حسب مصالحه. وهو امر يجعل الاتحاد الافريقي يترنح قبل ان يثبت اقدامه!