مساء يوم الاثنين الماضي انقلبت سيارة نقل تحمل مكعبا ضخما من الرخام الخام في طريقها إلي المنطقة الصناعية »شق الثعبان« بالمعادي - وبالقطع يوجب مرورها علي كوبري المنيب »الجزء الجنوبي« من الطريق الدائري - المار فوق أوتوستراد القاهرة - حلوان - وهذه المنطقة »المكعبلة« مروريا - وآسف للتعبير - حيث لاينطبق وصف عليها اكثر من تلك الكلمة العبقرية والمصرية الاصل والمنشأ »مكعبلة«!! اتحدي ان يأتي مدير مرور القاهرة وزملاؤه العباقرة لكي يفسروا لنا عدة فوازير في منطقة لا تتعدي المائة متر مربع اسفل الطريق الدائري وفوق كوبري ملتف حول وحدة مرور البساتين »في الاسفل« وأيضاً فوق الاوتوستراد المتكدس بالسيارات في هذه المنطقة من المعادي الجديدة والبساتين وعمارات صقر قريش »العار« وكذلك منطقة عشوائيات عزبة النصر »مقابر اليهود« والتي تتكدس بحرفيين في سمكرة السيارات واصلاح الكاوتشوك وبيع قطع الغيار وغيرها من اشياء غير مفهومة هي امتداد لسوق الجمعة أو سوق »الحرامية« كما يعرف عنه والذي لايبعد عن تلك النقطة - محور حديثي- اكثر من خمسمائة متر، وهذا السوق الذي انتهينا من وجوده بحادث حريق هائل حمدنا الله علي انه انهي اكبر عشوائية في قلب عاصمة »المعز لدين الله الفاطمي« »سابقا«!! ونعود للحادث كنت قد كتبت عشرات المقالات حينما شاهدت شروع مرور القاهرة في انشاء وحدة تراخيص مرور اسفل هذه الوصلة من الكوبري وجمعت فيها وحدات تراخيص »القطامية - الخليفة - المقطم - البساتين - المعادي الجديدة« شيء كان من الخيال العبثي وبعد كتاباتي وبعد اهتمام الاعلام بذلك بنشر تحقيقات عن هذه الوحدة المرورية المكدسة اسفل »كوبري ومطلعه ومنزله« اخرجت وحدات مرور المقطم والقطامية والخليفة، وظلت وحدات مرور المعادي الجديدة والبساتين حتي اليوم. وانذرت في مقالاتي بأن أي حادث انقلاب سيارة سيأخذ القائم والمار والمتردد علي المكان - وهذا الحادث سوف يحدث قريبا نتيجة سير النقل الحامل لبولكات الرخام وحصوة الرخام الي منطقة صناعية مهمة في المنطقة ورعونة السائقين. كما ان عيبا خلقيا شديدا في تصميم تلك الوصلة من المحور موجودة بلاشك وتحدث عنها وزراء منهم وزير النقل الحالي المهندس/ علاء فهمي وهو في طريقه لتصحيح الاوضاع التصميمية والتنفيذية في هذه المنطقة. إلا أن بقاء الوضع علي ما هو عليه ولم يتحرك احد لتحريك الوحدة المرورية - بل العكس قام عبقري من المرور في القاهرة بوضع »العقدة في المنشار« وكدس السيارات القادمة من »المنيب« علي الطريق الدائري وذاهبة إلي المعادي الجديدة أو إلي حلوان »ثم احضر القادمين من »المعادي الجديدة« و»صقر قريش« وكذلك القادمون من طريق فرعي مع ابراج جديدة تنشأ حول الاوتوستراد، ثلاثة اتجاهات لكي تقابل اتجاهين في نقطة واحدة لكي تلتف تلك السيارات الراغبة الصعود الي الدائري لكي تقف السيارات في مواجهة بعضها البعض دون اشارة ودون عقل ودون انسانية - بل يقوم الجميع بالدعاء علي صاحب هذه الفكرة »المنيلة بنيلة« والذي لم يتابع تطبيقها - وهنا حدثت المصيبة وقعت السيارة النقل المحملة بالصخور والظلط علي كل هذا التكدس لكي يقتل أكثر من سبعة مواطنين وتضيع أكثر من عشر سيارات وتقتل أناسا ليس في ذهنهم أبدا ان المتسبب ضابط مرور »عبقري« آسف..!! كاتب المقال: عضو اللجنة الاقتصادية بالحزب الوطني