في نفس المكان، اسقط كل مرة بسيارتي في حفرة، لا بأس بها في الحارة السريعة. كل مرة أتذكر بعد ان أكون قد »أكلت المطب«.. وما أكثر المطبات في شوارع المحروسة داخل وخارج القاهرة. هذا المطب الذي تعودت علي السقوط فيه يقع في محور 62 يوليو، علي بعد خطوات من ميدان لبنان، قلت لنفسي: هل تنجو سيارة المسئولين من هذا المطب؟ معلوماتي انهم يسيرون مثلنا علي نفس الطريق، وبسرعة.. بالتأكيد سائقي سياراتهم أكثر ذكاء مني فهم لا يسقطون في هذه المطبات وبالتأكيد أيضا ان العيب في شخصي، فأنا الذي لا أتمتع بذاكرة جيدة تتيح لي عمل خريطة بالمطبات والحفر في الطرق التي أسير فيها. فوق كوبري 6 أكتوبر، وفي أهم جزء فيه، فوق مركز الجزيرة يوجد بروز في الطريق يقلب أي سيارة، تتجاوز سرعتها 06 كيلومترا.. ومنذ سنوات ومنزل كوبري 51 مايو قبالة وزارة الخارجية غير صالح ويشعر من يسير فوقه انه ضل طريقه وأن سيارته تسير فوق جبل. من الصعب ان أتوجه بما أكتب لمسئول بعينه، فالمسئولية تاهت، وأصبح الحديث عن مثل هذه الأمور رفاهية. خذ عندك مثلا آخر لمن ليس لديهم سيارات ويريدون ان يترجلوا فوق الرصيف.. لن تجد بداية الرصيف، وإذا وجدته فستجده اما محفورا، أو مزروعا بخوازيق حديدية أو بقايا أعمدة، أو كابلات بارزة. وتصل المأساة لذروتها في الطرق السريعة، عندما تفاجأ بحجر في نهر الطريق، إذا هربت منه، فبالتأكيد سوف تصطدم بمن هو علي يمينك أو يسارك أو خلفك. انه الضمير الذي غاب عنا، وأصبحت حياة المصريين رخيصة حتي عند أنفسهم.