استعاد الرئيس مبارك عافيته. استعاد سلطاته الدستورية. استعاد أيضا روحه المرحة. يعرف كل من اقترب منه، ميله إلي الدعابة، وسمعه الملايين وهو يهاتف رئيس الوزراء أول أمس، يقول له ضاحكا عن الجراحة وفترة العلاج: إنها كانت علقة ساخنة! الحمد الله. فلقد كان الأسبوعان الماضيان فعلا من أقسي الأيام علي المصريين منذ تولي الرئيس مبارك المسئولية. عاش الناس أياما يعصف بهم القلق، رغم البيانات الرسمية شبه اليومية التي كان يعلنها د.بوشلر رئيس الطاقم الطبي الألماني المشرف علي علاج الرئيس مبارك، ورغم صدق المعلومات وشفافية التقارير التي تناولت صحة الرئيس. كان الناس يريدون أن يشاهدوا الرئيس بأعينهم، لتطمئن قلوبهم، ويتأكدوا تماما من كذب الشائعات التي أطلقتها مواقع إسرائيلية مغرضة ومفضوحة علي الانترنت، وروج لها فلاسفة التشكيك في كل شيء وأي شيء، واستثمرها فئران السفينة في البورصة وغيرها! أول مرة شعر فيها الناس بالاطمئنان، كانت يوم الثلاثاء الماضي، حينما ظهر الرئيس علي شاشة التليفزيون المصري يتحدث مع طبيبيه في شرفة غرفته بمستشفي هايدلبرج. مع ذلك.. كان الناس عطشي إلي المزيد، لاسيما ان ماكينة الشائعات لم تيأس، وادعي أصحابها ان الشريط تم تصويره قبل إجراء العملية الجراحية! أول أمس.. توارت الشائعات، تبخرت وتلاشت تماما، حينما شاهد الملايين الرئيس مبارك علي شاشة التليفزيون المصري يتحدث مع رئيس ديوانه د.زكريا عزمي، ويوقع أمامه عدة قرارات جمهورية، أولها قرار باستعادة سلطاته التي فوضها مؤقتا لرئيس الوزراء لمدة 31 يوما منذ اجرائه العملية الجراحية، ظهر الرئيس أمام الملايين وهو يطالع الصحف المصرية بعناوينها الصادرة صباح أول أمس الجمعة، وأخيرا وهو يهاتف رئيس الوزراء وكبار المسئولين بالدولة. شعر الناس بالسعادة الغامرة، وهم يسمعون الرئيس مبارك يقول في مكالمته لرئيس الوزراء انه سيعود إلي مصر في نهاية الأسبوع. ابتهج المصريون للخبر، وبدأوا يتبادلون المكالمات، ورسائل المحمول، والرسائل الالكترونية، يتساءلون عن يوم عودة الرئيس، ويتهيأون لاستقباله عند وصوله سالما معافي إلي أرض الوطن. نعم.. فالرئيس مبارك، بالنسبة للغالبية الكاسحة من المصريين أكثر من مجرد رئيس، إنه الأب والسند. بإذن الله.. سوف يعود الرئيس مبارك في غضون أيام إلي أهله وناسه وبلاده. ننتظر بشغف وشوق رجوع الرئيس، وكل ما نتمناه من بعض المسئولين ان يعطوا لأنفسهم اجازة ولو أياما من قراراتهم العبقرية إياها، وكفي الرئيس أنه سيبدأ نشاطه بعد عودته بإصلاح ما أفسدته بعض القرارات الأخيرة!