نعم نحن نشاهد الآن آخر مسرحيات المبدع الكبير .. بل الكبير جدا المخرج المصري الأصيل المكانة جلال الشرقاوي .. وهي مسرحية هزلية بلون سخرية المصريين ، ومريرة بطعم العلقم المغموس في القهر ، وحزينة بطعم دموع مصر علي أبنائها المبدعين والمثقفين .. مسرحية لم يبدعها هو بل أبدعها طغاة الروتين وجهابذة التخلف وأعداء الفن والنجاح والإبداع ، وهم كثيرون في بلدنا ! مسرحية أغلقت الستارفي المسرح الجليل المشرق، وأطفأت أنواره ، وأزاحت جماهيره ،ثم وقفت تصفق لنفسها وحيدة وهي تبدع فن الدمار CProxy-Connection:keep-aliveCache-Control:max-age=0E1ثقافي، وتعلي شأن الإنغلاق الأمي وتتباهي بسياسة حق قتل الإبداع والمبدعين! نعم تغلق مسرح " جلال الشرقاوي " بكل رموزه وفنونه وعطائه أمام صاحبه ، وهو في ذات الوقت مخرجنا الكبير .. وأحد أعلامنا الفنية البارزة، الذي تخرجت علي يديه مئات الأعمال المسرحية الناجحة ومئات المواهب الفنية الفنانين المصرية ، ومئات الأفكار الملهمة، وهو الذي أعطي ومنح ووهب لمصر ولنا وللعالم كله فنا عريقا راقيا باقيا .. ثم يتم سرقة مسرحه علنا وينتزع منه نهارا جهارا دون خجل رغم أنه يعيش الزمن الذي من حقه فيه التكريم وتتويج رحلته الفنية علي رؤوس الأشهاد والعباد ! هي مصر إذن تقتل مبدعيها وتقتات علي جثثهم وتتفنن في دفنهم أحياء، ثم تعود لتبكيهم في مرثية حزن مسرحية لاتعرف إلا دموع التماسح والثعابين وكل الوحوش الآدمية! أتساءل عن ذنب لا يغتفر ارتكبه المغدور به جلال الشرقاوي .. أتساءل عن خطيئة فعلها - إن كان فعلها، ولا أعتقد.. جريمة يعاقب عليها في محاكمة سرية نصبها زورا له معاقبوه، الذين ربما قبضوا عليه بفعل الفن الراقي الذين لايستوعبون معناه في منظومة بناء الإنسان وثقافته الرفيعة ، ولايدرون قيمته في التعريف بصفات الأمم الراقية .. ولا يرغبون إلا في وئده حيا كي يعيش وحده جهلهم ! أتساءل هل حقا كانت جريمة الشرقاوي أنه غفل عن تحديث نظام الحريق وبعض الشروط الأخري .. فماذا بعد أن فعل وحدث وطور ؟ وماذا عن قصر ثقافة بني سويف الذي شهدنا إشعال نار الإهمال فيه لتأكل أجساد فريق إنساني كامل من مثقفينا ومواطنينا دون أن تهتز شعر في رأس الجاني، أو أن تعلق المشانق لتحصد حياة المتسبب ؟ حاكموا جلال الشرقاوي علنا في ظل منظومة مترابطة من حقوق الإنسان ، وحقوق المبدعين وحقوق الملهمين ، وحقوق الناس المصريين الطيبين .. حاكموه بتهمة واضحة وضوح شمس مصر ، واغتالوه علنا علي سفح نيلها ، وانتزعوه نهارا أو ليلا من علي خشبة مسرحه .. فمهما فعلتم لن يغيب فنه ولن تنزوي إبداعاته ولن تمحي بصماته من علي وجه وجسد الفن المصري ولامن عروق وشرايين الثقافة المصرية والأرض المصرية والكرامة المصرية ! مايحدث مع أحد رموز ثقافتنا الكبار عيب .. وينبغي أن يعتزل الصغار الذين حاولوا التطاول عليه .. ينبغي فقط أن يتدخل الكبار وأن يزيحوا عنا عار ماحدث ويحدث مع الشرقاوي الذي انتصر له القضاء المصري فلم يرض بأحكامه زبانية النجاح ! مسك الكلام .. إشراقاتك ياشرقاوي تدين كل من تجرأوا علي إطفاء شعلة مسرحك .. وسوف يطويهم الظلام قريبا بإذن الله فاصبر واحتسب ! [email protected] &