الخير والشر يتقاسمان قلب الإنسان ويولدان معه، فإذا تغلب الخير امتلأ به القلب واطمأنت النفس، وإذا تغلب الشر فسدت النفس وكما يقول الإمام الغزالي: اللسان وسيلة لنقل الأفكار سواء في العمل أو المعرفة أو التعليم، ولا يجوز استعماله خارج هذه الحدود المشروعة وألا كان كالسيف في يد المعتوه يستخدمه بلا عقل أو روية. . فلاسفة هذا العصر - للأسف الشديد- يحتلون بعض المنابر الإعلامية والفضائيات التي تبحث عن وسيلة غير مشروعة لزيادة حصيلة الإعلانات وتحقيق أعلي المكاسب المادية . وتشترط بعض هذه الفضائيات ضرورة أن يتوافر في السادة ضيوف حلقات برامجها القدرة علي الإفتاء العلمي والقانوني والشرعي في جميع قضايا المجتمع المصري والمبالغة في سرد الوقائع ويستطيع الاستعانة بالمصطلحات الخاصة بالإثارة والتشويق والتهييج. التطاول علي الدولة وعلي الهيئات والمؤسسات أناء الليل وأطراف النهار أصبح يمثل مكانة متميزة في برامج هذه الفضائيات نتيجة قدرة مجموعة من الفلاسفة الذين يفهمون في كل شئ ويتكلمون في كل الموضوعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويقيمون كل القرارات والسياسات، ولم يعد من المتصور أو المقبول التعرض لهؤلاء الفلاسفة الذين يعتبرون أنفسهم النخبة الحاكمة والتي تهيمن علي الحياة الثقافية في مصر. ولا أستطيع ولن نستطيع أن نعرف السبب الحقيقي وراء حالة الصمت غير المبرر تجاه الفوضي غير المسبوقة في الفضائيات والتي انتشرت بصورة غير طبيعة والتي يرتع فيها فلاسفة العصر الذين يرغبون في الشهرة والتلميع غير النظيف ويدافعون عن المواطن البسيط ويدعون أنهم يحمون شرفه وعرضه ويدافعون عن رغيف خبزه ومستقبل أولاده، وأقول واجزم أن ترك هذه الأمور دون حساب أو عقاب ينذر بكارثة حقيقية في القريب العاجل. نحن في حاجة ماسة إلي النقد البناء من أصحاب الخبرة المتخصصة القائم علي الصدق والأمانة في رصد الواقع الذي يقدم للدولة أوجه الخلل والقصور بدون مبالغة ، ويضع روشتة العلاج الملائم والمناسب وفقاً للأساليب العلمية المتطورة التي تصوب الأوضاع غير السليمة، وكما يقول الحكيم " اننا نحترق حقداً ولو أننا كرسنا تلك الطاقة الضخمة التي بذلناها في البكاء علي جراح الماضي في تحسين الظروف والأحوال التي تثير أحزاننا من حولنا لاستطعنا أن نغير من أنفسنا ونغير مسلك وتصرفات كل هؤلاء الذين تسببوا في إثارة أحقادنا.