المخبول مفرد مخابيل، أو مخبولون، ويقال رجل به خبل، أي أنه معتوه، ومعتوه جمعها معاتيه، والمعتوه هو الذى يولد وبه نقص فى العقل، ويقال إن المخبول هو ناقص العقل بدون جنون، أي ليس فى وضع عقلى سليم، أو غير مؤهل عقلياً، وبمعنى أدق لايجوز ايكال أمور دقيقة إلي معتوه، وفي الطب يقال على الشخص «معتوه» عندما يكون عاجزا، وقد يصل إلى حد أنه لاينتبه لشئونه العضوية، فمثلا تراه يشيح بيديه في مواضع كلام لاتستلزم الحركة. والمخبول هو فاسد العقل،ويقال خبله الحب، أو خبله الشيطان، أو خبلته الجماعة أو خبله المنصب، أو خبله إن كان لاشيء، ثم أصبح كل شيء، وهذا يعنى أن شيئا ما أفسد عقله، ويقال إن فلانا مخبول، أى أنه مضطرب عقليا. ومسرح السياسة امتلأ موخراً بالمعاتيه والمخابيل، فمن يقف فى الناس خطيباً، ويقول إنه قتيل بينما هو قاتل لاشك مخبول ، لأن اضطراب العقل يصور للمرء أشياء عكس مايحدث، وقد ترى آخر يتوهم أن هناك مؤمرات لقتله، أو لقتل أتباعه، ومثل هذا الشخص يقال عنه معتوه، لأن نقص العقل يجعله أسير أوهام غير حقيقية، وكم من أشخاص تراهم فى الشوارع يهيمون على وجوههم، متصورين أن هناك قوى تتجسس عليهم..وأذكر أن واحدا منهم زارنى ذات مرة، عندما كنت مديراً لتحرير جريدة الأحرار.. وخلع طاقية كانت على رأسه، مؤكدا لى أنه يملك جهاز تجسس تحت فروة الرأس، يستطيع من خلاله التجسس على البيت الأبيض والبنتاجون الأمريكى. ومنذ ساعات خرج علينا واحد من مخابيل العصر الجديد، متصورا انه يمتلك جهاز مخابرات ووسائل تنصت، استطاع من خلالها أن يجمع معلومات مهمة عن أعداء له يخططون له بليل، والمثير أن رفيقه عندما تحدث قال بنفس ماقال الأول، غير أن الواقع يؤكد لنا أن احدهما معتوه، بينما الآخر لايزال بعافية أكثر، ولم يصل بعد إلى حالة العته إذ لايزال مخبولا. ومشكلة العته والخبل أنهما مرضان يصوران لصاحبهما أموراً غير حقيقية، فتراه مثلاً يتحدث بآيات من الإنجيل بينما هو لايعرف معنى المسيحية، وقد تراه يتكلم باسم الإسلام والإسلام منه براء، وعادة مايقبل الناس حديث المعاتيه والمخابيل على سبيل الدعابة، وقد يحسنون إلى كل معتوه وكل مخبول من باب أنهما بركة، إذ لاذنب لهذين النوعين من المرضى، فيما رزقا به من أمراض، وهو مايدعونا لأن نقول ورددوا وراءنا: اللهم اشف مرضانا، واعف عنا، ولاتجعل قادتنا من المعاتيه أو المخابيل.