خرج علينا سفية يريد أن يحرق المصاحف في مكان، لا ولاية علينا فيه، وكالعادة استقبل المسلمون ذلك الخبر برد فعل قوي تحول في بعض البلدان إلي مظاهرات ومشاجرات ربما راح ضحيتها أرواح بشر. ومن قبل هذا تخيل مخبول صوراً وكتب تحتها عبارات قبيحة زاعماً أن ذلك محمد «صلي الله عليه وسلم» وهاج المسلمون كعادتهم وتعددت ردود الأفعال دون أن تجد فعلاً متعقلاً تجاه هذه المواقف التي تصدر غالباً عن قوم أقل ما يقال فيهم إنهم جهلاء بالإسلام وبرسول الإسلام، قوم حاكموا الإسلام ورسوله «صلي الله عليه وسلم» من خلال تصرفات أتباعه إضافة إلي غل وحقد يملأ القلوب تجاه دين لا يدينون به. وعموماً أري أن الذين حرق المصحف هم الذين حرفوا معناه وفرغوه من مضمونه الصحيح فأحدثوا في الدين ما ليس منه.. ألا تري مثلاً الشيعة الروافض وقد حرفوا ظاهر النصوص وصرفوها عن معانيها الواضحة إلي معانً وهمية كاذبة لا ترتبط بوحي أو بعقل، حتي وصل الغلاة منهم إلي الزعم بأن لديهم مصحفاً لفاطمة بنت رسول الله «رضي الله عنها» ليس في مصحفنا منه شيء أو أن مصحفنا يعدل ثلث هذا المصحف المزعوم فأي بهتان أشد وأي ظلام أكبر؟ مخبول مجهول جهول يريد حرق مجموعة من المصاحف أم بهتان قوم زعموا أنهم مسلمون يعتقدون تحريف المصحف؟ عن أي حرق للمصحف نتكلم؟! وعندنا قوم رموا زوج النبي «صلي الله عليه وسلم» بالفاحشة والقرآن بين دفتي المصحف يبرئها بآيات تتلي إلي قيام الساعة.. مخبول أمريكا يريد حرق آيات المصحف المكتوبة في المصاحف ومخابيل الشيعة حرقوا معاني آيات سورة النور في تبرئة عائشة «رضي الله عنها» قال تعالي: «إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم لكل أمرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولي كبره منهم له عذاب عظيم ü لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً وقالوا هذا إفك مبين ü لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون ü ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم ü إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ü ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم ü يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً إن كتنم مؤمنين ü ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم» «النور 11:18».. أي حرق للمصحف ونفر من المسلمين يحرقون معانيه ليل نهار؟ فمئات الآيات نزلت في إفراد الله بالدعاء ويأبي هؤلاء النفر إلا دعاء الأموات.. مخبول أمريكا أراد حرق أوراق تحتوي علي آيات التوحيد وإفراد الله بالعبادة وعندنا مخابيل حرقوا معاني الآيات الواضحات المحكمات في شأن توحيد الله بالعبادة والنهي عن دعاء غيره من الخلق سواء كانوا ملائكة أو أنبياء أو أولياء آيات كثيرة تربط الناس بالحي القيوم، وقوم عندنا يريدون ربط الناس بالأموات من دون الله. فمن الذي يحرق المصحف إذن؟ ألم يحرق الإخوان و أخواتها معاني نصوص القرآن وصرفوها عن معانيها الحقيقية إلي معان سياسية تخدم أطماعهم؟ فمن أولي باللوم جهول غشوم علي غير الملة يحاول عبثاً كما توهم أنه بعمله هذا يهين أو يمحو القرآن أم قوم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا يقولون من قول خير البرية؟ إلا أنهم حرقوا معاني القرآن فسماهم الرسول «صلي الله عليه وسلم» كلاب أهل النار وهم من المسلمين. إنني أناشد عقلاء المسلمين ألا يضيعوا أوقاتهم في جهالات مخبول الدنمارك أو مخبول أمريكا وإنما عليهم أن يجعلوا أنفسهم قرآناً يمشي علي الأرض فيحرمون حرامه ويحلون حلاله وتستوعبه عقولهم وقلوبهم قبل ألسنتهم ويجتهدون في حفظه في صدورهم وصدور أبنائهم إن أمثال مخبول أمريكا لا يعلمون أن القرآن محفوظ بحفظ الله له. فهل يستطيع مخلوق أيا كانت قدراته أن يتحدي الله في معجزته؟! «قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين». عموماً لينظر أحدنا أين مكانه من القرآن ومن رسول الله «صلي الله عليه وسلم» فالمسيء لرسول الله «صلي الله عليه وسلم» ليس الذي يصوره علي غير صورته وهو جاهل له بل المسيء الذي يعلم صدق نبيه وقدره ثم يعرض عن هدية إلي آراء فلان وعلان فهذا هو المسيء حقيقة فأرجو أن أكون قد وضحت فكرة المقال.