قصفت قوات الرئيس السوري بشار الأسد، بالصواريخ براً وبحراً مدينة "الرستن" ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات، بينهم عائلة من 6 أشخاص، فيما تسعد قوات الأسد للهجوم على "إدلب" بعد سقوط "بابا عمرو". وذكرت مصادر محلية سورية أن 7 أشخاص قتلوا بينهم 6 من أسرة واحدة (سيدة وخمسة أطفال) إثر سقوط قذيفة على منزلهم خلال القصف الذي تتعرض له مدينة الرستن. وأضافت المصادر أن المدينة شهدت تحليقا للطيران الحربي استهدف عددا من المواقع التي يعتقد أنها تنتمي "للجيش الحر"، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف. من جانبه، قال أحد أعضاء تنسيقية مدينة "إدلب" للثورة السورية: "إن المظاهرات المعارضة لنظام الأسد امتدت إلى وسط المدينة بعد أن كان زخمها يتركز في الريف بعد اقتحام مدينة حماة وإنهاء حالة التظاهر فيها التي بلغت ما يعادل الربع مليون متظاهر، حينها تصدرت إدلب المشهد فامتلأت ساحاتها بالمتظاهرين المطالبين بإسقاط نظام بشار الأسد"، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط". وأضاف "بعد اقتحام بابا عمرو وتنفيذ مجازر دموية بحق سكانه، واقتحام معظم مناطق ريف دمشق وإخماد المظاهرات فيها، لم يبق أمام النظام السوري سوى مدينة إدلب التي يخرج الكثير من مناطقها عن سيطرته وتتحصن فيها عناصر منشقة تقوم بحماية المظاهرات المعارضة له". وتوقع الناشط أن "تقدم القوات النظامية الموالية لنظام الأسد بتنفيذ عملية عسكرية كبيرة ضد المدينة وريفها خلال الأيام القليلة المقبلة، تكون أكثر دموية من القصف والاقتحامات التي تمارسها هذه القوات حاليا ضد المنطقة". وأشار إلى أنه يتوقع أيضاً بالمقابل مقاومة شرسة، لا سيما في منطقة جبل الزاوية، حيث لن يتمكن النظام من محاصرتها بسهولة مثلما فعل في بابا عمرو بسبب اتساع مساحتها، إضافة إلى تحضر عناصر الجيش السوري الحر في المنطقة لخوض معارك ضارية ضد قوات الأسد. جدير بالذكر أن أهالي إدلب (في شمال سوريا)، يمتلكون ذاكرة سيئة مع نظام عائلة الأسد. فالمحافظة التي تضم أكثر من عشرين منطقة تتوزع على مساحة جغرافية تقدر بنحو 6100 كيلومتر مربع، تعرضت خلال سنوات الثمانينات لمجازر مروعة، أبرزها مجزرة جسر الشغور التي راح ضحيتها مئات القتلى من نساء ورجال وأطفال، حيث عمدت قوات تابعة لسرايا الدفاع التي كان يرأسها في ذلك الحين رفعت الأسد (عم الرئيس الحالي بشار الأسد) إلى قصف القرى واقتحام بيوتها. ومن جهته، أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحفي عقب اجتماعات المجلس الوزاري الخليجي الذي عقد في الرياض أمس الأحد، أن نظام الرئيس السوري بات "عبئا على شعبه". وكشف الأمير الفيصل أن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز اتصل بالرئيس السوري بشار الأسد 3 مرات، وأكد عليه بالقول "أنت تسير في المسار الخاطئ، وعليك أن تصحح مسارك، وإن لم تكن لديك خطة لتصحيح المسار اترك الفرصة لغيرك".