قالت مصادر قيادية مقربة من الحرس الثوري الإيراني، السبت، إن القيادة العامة للحرس قررت سحب المقاتلين الإيرانيين في سوريا مع الإبقاء على المستشارين العسكريين. وأشارت المصادر التي لم تفصح عن هويتها، إلى أن قرار الحرس الثوري يأتي بعد تزايد عدد القتلى الإيرانيين في سوريا خلال الشهر الماضي حيث وصل إلى 38 قتيلا بين جنرالات وضباط في الصف الأول، بحسب ما ذكرت صحيفة "مشرق" الإلكترونية. وبينت المصادر أن "القيادة العليا في الحرس الثوري الإيراني قررت سحب مقاتليه من سوريا البالغ عددهم نحو 5 آلآف عنصر"، مشيرة إلى أن الحرس قرر الابقاء على المستشارين والخبراء العسكريين لتقديم المشورة لقوات الجيش السوري. واستبعد خبراء أن يكون الدافع وراء هذه الخطوة هو تزايد أعداد القتلى، مرجحة أن ذلك يأتي بضغط روسي بهدف تقليم أظافر طهران التي باتت تمتلك نفوذا واسعا في سوريا. وأوضحت المصادر أن إيران لا تأبه كثيرا لعدد قتلاها وخصوصا في ملف حساس مثل الملف السوري. وكانت طهران، التي شاركت في مفاوضات فيينا بشأن سوريا للمرة الأولى، قد صرحت أن "الأسد خط أحمر"، فيما اعتبرت روسيا أن بقاء الأسد ليس أمرا مبدئيا بالنسبة لها. وكان الحرس الثوري الإيراني فقد في سوريا خلال الأسابيع الأخيرة الماضية عددا من قياداته، على رأسهم العميد حسين همداني أكبر مستشار عسكري للحرس عمل في سوريا. وقالت وسائل إعلام إيرانية إن الجنرال علي شاليكار قتل، الجمعة، في معارك ريف حلب الجنوبي، مشيرة إلى أن شاليكار الجنرال ذا الرتبة الأعلى بعد الجنرال همداني الذي قضى الشهر الماضي. وفي سياق متصل، ذكر الموقع الإخباري الإيراني أن الحرس الثوري نعى الضابطين روح الله قدراني وقادير سيلك بعدما لقيا مصرعهما في حلب، الجمعة، نتيجة استهداف سيارة كانت تقلهم في حلب. ولم تحرز القوات السورية المدعومة من الحرس الثوري وحزب الله اللبناني والمقاتلين الأفغانيين أي تقدم في حلب وحماة واللاذقية خلال الاشتباكات المحتدمة، المدعومة بغطاء جوي روسي، ضد المعارضة السورية. وفي سياق متصل، قال المستشار الأعلى للقائد العام للقوات المسلحة الإيرانية اللواء يحيى رحيم صفوي، إن الاستشارات العسكرية التي تقدمها قوات حرس الثوري الإيراني في القتال بسوريا "مصيرية للغاية".