أبوظبي في 26 إبريل / وام / اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية بالأزمات والتحديات التي تواجهها المنطقة العربية خاصة الآفتين اللتين تدمران الأمم والشعوب وهما الجهل والبطالة..إضافة إلى المشهد اليمني والفوضى العارمة التي تشهدها الساحة الليبية.. بجانب نجاح الجهود والبرامج الحكومية في دولة الإمارات. وتحت عنوان " فائض البطالة والأمية " حذرت صحيفة " الخليج ".. من آفتين تدمران الأمم والشعوب هما الجهل والبطالة فهما قاطرتا الخراب والعنف والتطرف والحروب والوصفة المثالية للاضطرابات والقلاقل الاجتماعية والسياسية.. هما كالورم الخبيث إذا لم يتم استئصاله بسرعة فلابد أن ينتشر ويؤدي إلى التهلكة. وأضافت أن دولنا العربية لديها الكثير من هذه الأورام بل لديها فائض منها وهي لم تعرف لها دواء ولا تريد أن تعرف لأن الدواء مرتبط بخطط واستراتيجيات ومفاهيم تواكب التطورات العالمية المتسارعة وقادرة على الربط بين النمو السكاني والنمو الاقتصادي ومخرجات التعليم .. لكن بما أن معظم دولنا تخلت عن دورها في تعميم التعليم الإلزامي باعتباره من الحقوق الأساسية للإنسان كما فشلت في وضع الخطط الاقتصادية التي تزيد معدلات التنمية وتوفر فرص العمل للعاطلين من حملة الشهادات وغيرهم وبما يحسن من أحوالهم المعيشية فمن البديهي أن يؤدي ذلك إلى ما نشهده اليوم من عنف وإرهاب وتطرف لأن مئات الآلاف من الشباب العرب وجدوا أبواب الأمل أمامهم مقفلة وفرص الحياة شبه معدومة فاتجهوا نحو خيارات سلبية مدمرة . ونبهت إلى أن الأرقام العربية في مجال الأمية والبطالة مخيفة ومرعبة وهي في ارتفاع متواصل عاما بعد عام حيث يقول أحدث تقرير صدر عن منظمة العمل العربية إن نسبة البطالة في المنطقة العربية بلغت في نهاية العام الماضي نحو / 17 / في المائة والبطالة بين الشباب أكثر من / 30 / في المائة واقترب عدد العاطلين عن العمل من / 20 / مليون نسمة وفي المقابل فإن معدلات نمو الاقتصادات العربية متدنية ولا تتجاوز/ 2.4 / سنويا وهي لا تتناسب مع الحاجة إلى توفير خمسة ملايين فرصة عمل في العالم العربي سنويا . وأكدت أن الأمية في الوطن العربي حدث ولا حرج حيث بلغت نحو/ 27 / في المائة من عدد السكان وبلغ عدد الأميين نحو/ 100 / مليون نسمة وأعلى نسبة هي في مصر ثم السودان ثم الجزائر فالمغرب واليمن..الخ..وهذا يعني أنه إذا لم تتحرك الدول العربية لوضع حد لتفاقم الأمية فهذا يعني أن أجيالا بكاملها سوف تكون غير متعلمة وخصوصا مع تزايد الحروب الداخلية التي تؤدي إلى الهجرة والنزوح وفقدان ملايين الأطفال فرص التعليم الضرورية جراء إقفال المدارس أو تهدمها. وشددت " الخليج " في ختام افتتاحيتها على أن هذا الواقع المأساوي يفترض وضع مشكلتي الأمية والبطالة ضمن أولويات السياسات الوطنية للدول العربية قبل أن يتحول الوطن العربي إلى بؤرة للاضطرابات والعنف والإرهاب لا يمكن السيطرة عليها. من جهتها قالت صحيفة " البيان " في مقالها الافتتاحي .. إن دعوة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح للحوثيين بالاستجابة إلى قرارات الشرعية الدولية .. مثيرة للتساؤلات وتحفل بنقاط الضعف والالتباس والشك حيث يوجه الرئيس اليمني السابق هكذا دعوة إلى حلفاء قاد معهم عملية تدمير بلادهم وتشظية بنيته الداخلية على أساس طائفي وسياسي وعسكري ويتجاوز في الوقت ذاته مسؤوليته الشخصية كونه رئيسا سابقا عما تعرض له اليمن . وتحت عنوان " حتى ينجو اليمن " أضافت .. أن صالحا الذي طالما حارب الحوثيين ثم عاد وتحالف معهم ويعود إلينا اليوم بترسيم جديد لشخصيته السياسية حين يحاول أن يظهر بصورة الذي يلتزم بالشرعية الدولية يسقط في فخ التناقضات لأنه هنا أيضا يتجاوز الشرعية التي مازالت تحظى بالاعتراف الدولي وهي شرعية الرئيس هادي ولعلها صورة مؤلمة هنا أن يسعى صالح لحرق بلاده وذر رمادها في شرق المتوسط إنتقاما لخروجه من السلطة من دون أن يراعي أحوال اليمن وحالة الشعب الذي يعيش مأساة يومية على صعيد إقتصاده وأمنه وتعليمه" . وأكدت الصحيفة أن الصراع على السلطة مهلكة لأي شعب حين يتحول الناس إلى مجرد حطب في موقد هذه الصراعات ودعت كل الفرقاء اليمنيين إلى أن يراعوا حياة شعبهم المبتلى وأن يتخلوا عن حساباتهم الضيقة والصغيرة خصوصا حين تصير تلك الحسابات سببا في مزيد من الثأر والانتقام والخراب والجوع والجهل . **********----------********** وقالت في ختام افتتاحيتها إنه حتى ينجو اليمن لا بد من إعادة صياغة كل معادلاته التاريخية ولن يرحم التاريخ كل أولئك الذين يقامرون بوطن من أجل كراسيهم أو من أجل زيادة نفوذ مشغليهم. وفي الشأن الليبي..كتبت صحيفة " الوطن " افتتاحيتها بعنوان " ليبيا وتبعات الإرهاب " .. أن ليبيا خطت واحدة من أكبر الخطوات بتاريخها يوم أزالت رمز الطغيان والديكتاتورية والتنظير الأجوف معمر القذافي الذي اختصر بلدا في شخصه وجعل ليبيا سجينة في غير زمانها طوال أربعة عقود ونيف. ورغم تمكن ليبيا من تحطيم أخطر قيودها للاندماج ومواكبة الزمن ظل الطريق الذي يجب سلوكه منذ / 22 / من شهر أغسطس عام 2011 متعثرا بعيد المنال لنفض إرث الماضي والانتقال من مزرعة العقيد إلى مرحلة الوطن الكبير الجامع . وقالت إنه في أول انتخابات بعد حقبة العقيد غير المأسوف عليها صوت الليبيون ضد الأحزاب الدينية ذات التوجه الفئوى بفارق كبير لكن الأطماع الضيقة والأحلام بالسلطة والاحتكار والنفوذ تبين أنها أكبر بكثير من مصلحة ليبيا لدى مسلحين منضوين بميليشيات تعتمد السلاح خيارا وحيدا فعارضت واستقوت ودفعت البلد ليصل إلى حالته الكارثية اليوم ورغم مساعي الإنقاذ من قبل الحكومة الشرعية المدعومة دوليا ومحاولة الوصول إلى حل سياسي عبر جولات حوارية ترعاها المغرب والجزائر وبرعاية أممية إلا أن الواقع على الأرض لايزال على حاله جراء التعنت وباتت مناطق في ليبيا رهينة ومقرات للتنظيمات الإرهابية وخاصة "داعش" بمجازره الوحشية التي يرتكبها بحق العمال والأبرياء الذين لا ذنب لهم . وأضافت أنه سرعان ما سببت الفوضى والانهيارات الأمنية إنتكاسات من العيار الثقيل فباتت مناطق كاملة تتصرف كدولة داخل دولة وووقعت موانئ تصدير النفط رهينة الغاضبين والمسلحين لشهور طويلة معطلة موارد تحتاجها ليبيا إضافة إلى دعوات الفيدرالية بقوة الأمر الواقع وغير هذا الكثير الذي يعتبر كافيا ليضرب أسس كل محاولة نهوض والأخطر أن البعض يريد تصدير هذا الوضع من الدمار والخراب والضياع وانهيار الدولة والقبلية المتناحرة. وأكدت أن مشكلات ليبيا تحتاج حلولا من منطلق دولة مكتملة الأركان والأسس وأجهزة شرعية قوية ومختصة تحفظ وحدتها ككيان وجيش قوي قادر على ضبط أمورها وحمايتها داخليا كما تحتاج وعيا وطنيا تكون أسمى معانيه الانصهار في مفهوم المواطنة وعدم التجاوز تحت أي سبب كان . ودعت " الوطن " في ختام افتتاحيتها إلى ضرورة الحوار ليس فقط للوصول إلى توافقات بين الأطراف بل لحفظ أسس الدولة وإقناع الجميع بركائزها الواجبة ودعت العالم للتحرك لوقف خطر كبير تسببه الفوضى العارمة في ليبيا جراء تفشي الميليشيات الإرهابية التي لم يعد لها مكان في عالم اليوم مهما اعتقدت أنها قادرة على مخالفة عجلة الواقع وأبسط قواعد الحياة. وحول نجاح الجهود والبرامج الحكومية في الدولة قالت صحيفة " الرؤية " تحت عنوان " أيها المستهلك..وداعا "..إن تراجع المواطنين المقترضين في أبوظبي من/ 58 / في المائة إلى/ 24 / في المائة في عام..يعكس تحولا إيجابيا لافتا في السلوك الاستهلاكي وتزايدا ملحوظا في الوعي الادخاري بين أبناء الدولة. وأوضحت أن هذا التراجع الملموس يؤشر إلى نجاح الجهود والبرامج الحكومية المعنية بهذا الملف وعلى رأسها صندوق معالجة القروض المتعثرة للمواطنين. وأكدت أن الأهم أن نتائج مؤشر مرصد أحوال الأسرة المواطنة الذي رصد هذا التراجع كشفت تنامي شعور أرباب الأسر بضرورة ترشيد الاقتراض الاستهلاكي ما يعني أن التراجع في أعداد المواطنين المكبلين بالقروض سيستمر العام الجاري. واعتبرت " الرؤية " في ختام افتتاحيتها أن المفاجأة هي أن ربحية البنوك لم تتأثر بالقيود المفروضة على إقراض الأفراد بعدما بحثت عن منافذ بديلة لتصريف فوائض الأموال لديها في أوجه أكثر فائدة للاقتصاد الوطني..أبرزها تمويل الشركات والمشاريع الصغيرة. خلا - عبي - زاا /.