"نيشان" جديد يصدر به رئيس الجمهورية قرارا جمهوريا تحت عنوان "ميدالية 30 يونيه".. يمنح لكل افراد القوات المسلحة الذين كانوا متواجدين بالخدمة يوم الثلاثين من يونيه 2013، وإلى من يقترح وزير الدفاع ان تمنح إليه من غير العسكريين الذين ساهموا في إنجاح خارطة الطريق. أثار القرار جدلا خاصة و أنه اختص أفراد القوات المسلحة بمنحهم هذه الميدالية في حين أنه قرار جمهوري كان ينتظر منه أن يضم فئات أخرى شاركت في الثورة، إلا أن المادة الثالثة في القرار كشفت عن هذا الغموض بحسب تفسيرات أحد الخبراء العسكريين. وتنص المادة الثالثة على جواز منح هذه الميدالية لغير العسكريين "ممن ساهموا مساهمة فعالة في ثورة 30 يونيو أو قاموا بدور ممتاز في إنقاذ خارطة الطريق التي أعدتها القوات المسلحة بعد هذه الثورة، وذلك بقرار من رئيس الجمهورية بناءً على اقتراح من وزير الدفاع. وفي هذا الإطار كشف اللواء حمدي بخيت، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، عن سر منح ميدالية 30 يونيه لأفراد القوات المسلحة ممن كانوا في الخدمة يوم 30 يونيو والسماح لغير العسكرين بالحصول عليها بعد الرجوع لوزير الدفاع. وأوضح "بخيت" أن "القرار الذي صدق عليه رئيس الجمهورية هو في الأصل قرار "عسكري" صادر من داخل المؤسسة العسكرية بقيادة وزير الدفاع، وليس قرارا على مستوى الدولة، ويعبر عن تكريم أرادت ان توجهه القوات المسلحة لأفرادها إلا ان مثل هذه القرارات لابد وان يتم التصديق عليها من رئيس الجمهورية وهو ما حدث في قرار استحداث ميدالية 30 يونيو". وأضاف أنه "لو كانت الدولة ممثلة في رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء هي التي استحدثت الميدالية لكانت منحته لفئات أخرى"، لافتا إلى أنه يحق أيضا لوزارة الداخلية استحداث أي شكل من أشكال التكريم لأفرادها الذين ساهموا في إنجاح ثورة 30 يونيو. وتابع "بخيت" في تصريح خاص ل"صدى البد" أن اشتراط المادة الثالثة في القرار موافقة وزير الدفاع منح الميدالية لغير العسكريين هو الشاهد الذي يؤكد ان القرار "عسكري" صدر لتكريم أفراد القوات المسلحة ولم يكن قرارا للدولة استثنت منه أفرادا ومنحت الميداليات لآخرين. وقال إن "استحداث ميدالية أو نيشان لثورة 30 يونيو يؤصل لقيمة التحول الذي مرت به مصر في ذلك اليوم ويساويه بحرب أكتوبر والانتصارات العظيمة". قال شعبان عبدالعليم، عضو المجلس الرئاسي لحزب "النور" السلفي: إن استحداث ميدالية تحت عنوان "30 يونيو" ومنحها لمن ساهم في إنجاح خارطة الطريق، قرار جاء متسرعا بعض الشيء -بحسب وصفه. وأضاف "عبد العليم" في تصريحات خاصة ل"صدى البلد" أنه من السابق لأوانه الحكم بنجاح أو فشل خارطة الطريق لا سيما وأنها تواجه عثرات بشكل متكرر في تنفيذها، وما زالت بعض جوانبها غير واضحة. وقال إنه كان يفضل تأخير هذه الميدالية حتى ننتهي من تنفيذ كل الاستحقاقات السياسية الواردة في خارطة الطريق، لافتا إلى أنه حتى اللحظة الراهنة لم يتم إنجاز إلا استحقاق واحد وهو كتابة الدستور. قال الدكتور سعد الدين إبراهيم، رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، إن كل من الدبلوماسي السابق عمرو موسى والدكتور على جمعة و المستشارة تهاني الجبالي وأخيرا الشيخ ياسر برهامي، أبرز من يجب أن تمنح إليهم قلادة "30 يونيه" من غير العسكريين. وأضاف "إبراهيم" في تصريح خاص أن هذه الشخصيات الأربع كان لها دور مهم جدا في دعم خارطة الطريق وإنجاح حالة التحول الديمقراطي التي مرت بها مصر. و أكد أن استحداث ميدالية بهذا العنوان مبادرة رائعة من القوات المسلحة خاصة وأنه تم تحديد صفات من يستحقها من غير العسكريين، وهو ما يجعلنا ننقب في الذاكرة القريبة لمعرفة أبناء مصر العظام الذين أكدوا أن مصر ولادة دائما، و دعموا تحولها الديمقراطي. صدي البلد