"تقف فتاة قصيرة قليلة الحجم في العشرينات من عمرها بجوار سور مجلس الشورى وسط حشد هائل من الزي الأسود، ويبدو على وجهها الذعر مما يحدث حولها، وإذا بها تُصدم من مشهد ضرب أحد المتظاهرين على رأسه، فتصرخ "لييييييه؟!".. ليرد شرطي طويل عريض ضخم الجثة غليظ الكفين -يبدو أنه من قيادات عملية فض التظاهرة- بصفعها صفعة قوية أخلت توازنها.. ثم القبض عليها".. هذا هو المشهد الذي ظهر في مقطع الفيديو الذي بثته شبكة يقين لأحداث فض تظاهرة مجلس الشورى أمس الثلاثاء. "كان على متظاهري «الشورى» احترام قانون التظاهر".. قالها مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء فاروق المقرحي، ولكن.. هل احترمت وزارة الداخلية نفسها قانون التظاهر؟ "في حالة عدم جدوى الوسائل المبينة في المادة السابقة في فض وتفريق المشاركين في الاجتماع العام أو الموكب أو التظاهرة أو قيامهم بأعمال العنف أو التخريب أو الإتلاف للممتلكات العامة او الخاصة ، أو التعدي على الأشخاص أو القوات ، تقوم قوات الأمن بالتدرج في استخدام القوة على النحو الآتي: استخدام الطلقات التحذيرية، استخدام قنابل الصوت أو قنابل الدخان ، استخدام طلقات الخرطوش المطاطي ، استخدام طلقات الخرطوش غير المطاطي. وفي حالة لجوء المشاركين في الاجتماع العام أو الموكب أو التظاهرة لاستعمال الأسلحة النارية بما ينشأ معه توافر حق الدفاع الشرعي، يتم التعامل معهم برد الاعتداء بوسائل تتناسب مع قدر الخطر المحدق بالنفس أو المال أو الممتلكات". هذه هي الوسائل العنيفة المتاحة للشرطة لفض أي تظاهرة وفقاً لما جاء في قانون التظاهر.. وليس بينها صفع الفتيات ولا لكم الشباب! قبل أن تطالب الدولة مواطنيها باحترام القانون، عليها هي أن تحترمه أولاً.. فقد يكون من تظاهروا عند مجلس الشورى أمس أخطأوا، وربما هم بالفعل ممن لا يحترمون الدولة ولا قوانينها، ولكن أي قوانين تلك التي تطالب الدولة مواطنيها باحترامها وهي تخرقها بهذا الشكل الفج غير الإنساني؟!