الأوقاف تطلق قوافل دعوية موسعة إلى مختلف محافظات الجمهورية    برلمانية: اتفاقية الملاحة مع السعودية نقلة نوعية لدعم التجارة بين البلدين    «التنظيم والإدارة» يعلن توقف الامتحانات بمركز تقييم القدرات.. لهذا السبب    وزير الشؤون النيابية: الحكومة تقدم أجندة تشريعية مرنة كل دورة برلمانية    قفزة كبيرة في سعر الذهب اليوم الجمعة 22-8-2025 بعد تصريحات الفيدرالي    محمود فوزي: الحكومة جادة في تطبيق قانون الإيجار القديم وحماية الفئات الضعيفة    «القوي العاملة بالنواب» تشيد بزيارة الرئيس السيسي للسعودية    المجاعة تهدد نصف مليون في غزة.. كيف يضغط المجتمع الدولي على إسرائيل؟    حماس تطالب بوقف الحرب وفتح المعابر بعد إعلان الأمم المتحدة المجاعة في غزة    حماس: تصريحات كاتس «اعتراف بجرم يرقى للتطهير العرقي»    «الجيل الديمقراطى» يحمّل الولايات المتحدة مسئولية غطرسة نتنياهو    وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يدينون خطة إسرائيل الاستيطانية الجديدة    نقل مباراة الزمالك أمام فاركو إلى ستاد السلام    فليك يرفض رحيل لوبيز إلى البريميرليج    بروكسي يتعادل مع مالية كفر الزيات في افتتاح مباريات دوري المحترفين    أسطورة ليفربول: إيزاك لا يستحق هذه القيمة المالية.. والأفضل التعاقد مع مبابي    «حماة الوطن» ينظم حلقة نقاشية حول تعديل قانون الرياضة    رقص فتاة على منصة المحكمة وسقوط تاجر شابو في بث مباشر.. قضايا احتلت التريند هذا الأسبوع    وداع على غير العادة.. بيان مهم بشأن حالة الطقس: انخفاض 6 درجات مئوية    ضبط سائق لاستيلائه على سيارة ومبلغ مالي من شركة بالسلام    بعد مداهمة وكر التسول.. حملات مكثفة لغلق فتحات الكباري بالجيزة| صور    بالأسماء.. إصابة 6 أشخاص في تصادم سيارتين على صحراوي البحيرة    إقبال جماهيري على معرض السويس الثالث للكتاب    الوادي الجديد تبحث إنشاء منصة إلكترونية للمواقع السياحية والأثرية    الفائزون بجوائز المهرجان القومي للمسرح يتحدثون ل«الشروق»: حققنا أحلامنا.. والتتويج من الوطن له طعم خاص    «انتهى دوري».. محامي شيرين عبدالوهاب يناشد وزير الثقافة التدخل لمتابعة حالتها    التفاؤل ماليهم.. ما هي الأبراج التي لها نظرة إيجابية ؟    خطيب الجامع الأزهر: أعداء الأمة يحاولون تزييف التاريخ ونشر اليأس    الحبس عامين ل تارك صلاة الجمعة في ماليزيا.. أحمد كريمة يكشف الحكم الشرعي    تدريب مشترك لمواجهة الأمراض الوبائية بالمنوفية ..صور    عميد طب القصر العيني يتابع جاهزية البنية التحتية استعدادًا لانطلاق العام الدراسي    محافظ مطروح ورئيس جامعة الأزهر يفتتحان كلية البنات الأزهرية بالمحافظة    "درويش" يحقق قفزة كبيرة ويتخطى 20 مليون جنيه في 9 أيام    ضبط لص حاول سرقة حقيبة من شخص فى العمرانية    الكشف الطبى على 276 مريضا من أهالى قرى البنجر فى قافلة مجانية بالإسكندرية    حقيقة حرمان خريجي البكالوريا من الالتحاق بعدد من الكليات    فورين بوليسي: منطقة "دونباس" مفتاح الحرب والسلام في أوكرانيا    مصر تحصد فضية الريشة الطائرة بالبطولة العربية المدرسية بالأردن    بنسبة تخفيض تصل 30%.. افتتاح سوق اليوم الواحد فى مدينة دهب    ضبط 400 قضية مخدرات وتنفيذ 83 ألف حكم قضائي خلال يوم    إمام مسجد بكفر الشيخ: لابد أن نقتدى بالرسول بلغة الحوار والتفكير المنضبط.. فيديو    العين مرآة العقل.. وهذه العلامة قد تكشف مرضًا عقليًا أو اضطراب نفسي    محافظ مطروح يستقبل رئيس جامعة الازهر لافتتاح مقر لكلية البنات الأزهرية    مصلحة الضرائب تنفي وجود خلاف بين الحكومة وشركات البترول حول ضريبة القيمة المضافة    صحيفة عبرية: نتنياهو يشجع بن جفير وسموتريتش على تقويض فرص التوصل إلى اتفاق    وزارة التخطيط ووكالة جايكا تطلقان تقريرا مشتركا حول 70 عاما من الصداقة والثقة المصرية اليابانية    «التسامح والرضا».. وصفة للسعادة تدوم مدى الحياة    ناقد رياضي: بن رمضان اللاعب الأكثر ثباتًا في الأهلي.. ومواجهة المحلة صعبة    رابطة الصحفيين أبناء الدقهلية تؤكد انحيازها التام لحرية الإعلام    الاقتصاد المصرى يتعافى    ثائرٌ يكتُب    تهيئة نفسية وروتين منظم.. نصائح هامة للأطفال قبل العودة إلى المدارس    محافظ أسيوط يسلم جهاز عروسة لابنة إحدى المستفيدات من مشروعات تمكين المرأة    غدًا.. إعلان نتيجة التقديم لرياض أطفال والصف الأول الابتدائي بالأزهر| الرابط هنا    «خير يوم طلعت عليه الشمس».. تعرف على فضل يوم الجمعة والأعمال المستحبة فيه    سعر طن الحديد الاستثماري وعز والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025    أزمة وتعدى.. صابر الرباعى يوجه رسالة لأنغام عبر تليفزيون اليوم السابع    نجم الأهلي السابق: أفضل تواجد عبد الله السعيد على مقاعد البدلاء ومشاركته في آخر نصف ساعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الملف السري لأخطر إرهابي في مصر
نشر في إيجي برس يوم 05 - 10 - 2013

للإرهابي أكثر من وجه.. وجه يقابل به الناس وآخر يظهر به علي شاشات الفضائيات وثالث لا يعرفه إلا القريب منه.. من هذا المنطلق تأتي هذه السطور لتكشف الوجه الآخر لأخطر إرهابي في مصر هو عاصم عبدالماجد الذي ما يزال هاربا إلا أنه حتما سيقع في أيدي العدالة لتقتص منه علي تحريضه علي قتل الأبرياء.
"الموجز" قامت بزيارة المنطقة التي يسكن بها عاصم وتحدثت مع جيرانه في العقار الذين كشفوا عن حقائق وأسرار تنشر لأول مرة عن عن هذا الإرهابي.. وحرصا من الجريدة علي سلامة مصادرها وأرواحهم فقد التزمت بتعهدها لجيران عاصم بعدم ذكر أسمائهم مع التأكيد أن كل حرف في التحقيق مسجل.
ولد الإرهابي عاصم عبدالماجد عام 1958 في أسرة ريفية بقرية دير عطية بالمنيا وسط عائلة كبيرة.. والده كان موظفا بالتربية والتعليم وكان ناصري القلب والهوي حيث كان عضوا بالتنظيم الطليعي والاتحاد الاشتراكي وأمينا مساعدا للجنة التثقيف ببندر المنيا بالاتحاد الاشتراكي وكان له نشاط سياسي كبير في الستينيات.
وقد تركت هذه المعطيات التي اتسم بها "عبد الماجد" أثرها هذا علي "عاصم" منذ صغره حيث تكون عقله وتشبع فكره بتوجه أبيه السياسي وتربي في كنف هذا الفكر ونشأ عليه في منظمة الشباب الاشتراكي متأثرا بوالده وكان معه صديقه عصام دربالة في ذلك الشأن.
يقول أحد أفراد قريته ب"دير عطية".. عائلة عاصم عبدالماجد من العائلات الكبيرة بالقرية والمحافظة.. فوالده كان يعمل في التربية والتعليم وكان يمتلك اراضي زراعية بالقرية وأسرته ميسورة الحال.. مشيرا إلي أن "عبد الماجد" كان رجلا ذا أخلاق رفيعة وثقافته كانت واسعة وكان لديه فكرة عن علوم الاقتصاد والسياسة والاجتماع وكل ذلك ترك أثره علي عاصم في تكوينه السياسي في البداية حيث كان مثلا أعلي له وقد توفي في حادث سيارة صدمته امام مستشفي المبرة منذ عامين أو ثلاثة.
ويضيف: عاصم كان يعيش في سوق الخضار بالمنيا بجوار كنيسة العذراء هو ووالده في شقة وبعد ذلك انتقلوا لشقة كبيرة بالإيجار أمام مستشفي المبرة بالدور الثالث وله بيت كبير بالقرية التي ولد بها ومع ذلك لم يكن يذهب إليه سوي أخيه شريف.
ويوضح أن علاقة عاصم انقطعت بأهله تماما قائلا "هم للحق لا يرضون بما يفعله عاصم فضلا عن حدة طباعه وهو منذ أن التحق بالجماعة الإسلامية لم يزر أهله بالقرية عكس أخيه شريف".
الجماعة الإسلامية
التحق عاصم بكلية الهندسة جامعة أسيوط رغم أن مجموعه في الثانوية العامة كان كفيلا بإلحاقه بكلية طب إلا انه كان يحب الهندسة وقام بتكوين أسرة الطليعة بالاشتراك مع عصام دربالة وأصدرا عدة مجلات حائط ومارسا أنشطة عديدة وشاركا في انتخابات اتحاد الطلاب عام 1977 ممثلين للتيار الاشتراكي ولم يحصلا علي أية مقاعد.
وقد احتك الاثنان بالتيارات: الشيوعي والناصري والإسلامي في الجامعة وتأثر عاصم عبدالماجد بكتابات الدكتور عيسي عبده في الاقتصاد الإسلامي وبدأت ميوله تتجه ناحية التيار الإسلامي.. وفي عام 1978
انضم إلي الجماعة الإسلامية بعد عام ونصف من نشأتها وأصبح من قادتها التاريخيين.. وقد تعرض عاصم إلي ثلاثة مجالس تأديب بالجامعة وفُصل لمدة عامين وكان أحد الإسلاميين الذي شملتهم قرارات التحفظ التي أصدرها الرئيس الراحل أنور السادات.
أحد قيادات الجماعة قال ل"الموجز".. عاصم كان شابا مجتهدا وذكيا جدا وكان يذاكر قليلا ويتفوق وكان ناصريا هو ووالده وجده وكان نشيطا جدا في الدعوة للفكر الناصري والاشتراكي لدرجة أنه كان من الممكن أن يقوم بتنظيم معرض مجلات تتضمن كاريكاتيرات ومواد صحفية بمفرده دون مساعدة أحد لكنه كان في نفس الوقت حاد الطباع.
ويشير القيادي إلي أن عاصم بدأ التعرف علي ناجح إبراهيم الخطيب المفوه والقيادي بالجماعة الإسلامية في ذلك الوقت حيث استهوته قوة الجماعة في بداية السبعينيات واكتساحها لانتخابات اتحاد الطلاب وأعجب بها وانضم إليها وتدرج بها بسرعة وأصبح خطيبا مشهورا.. مشيرا إلي أن عاصم كان يحفظ خطب ودروس ناجح ابراهيم ويقوم بترديدها في أماكن أخري.
أكمل القيادي.. عاصم كان لديه ملكة كتابة البيانات وكان أول بيان كتبه بعنوان "ظهر الفساد في البر والبحر والجو" ونهره ناجح لان هذه آية ولا يجب التلاعب بألفاظها.
قتل السادات
رغم مشاركة عاصم في التخطيط لقتل الرئيس الراحل محمد أنور السادات إلا أن دوره الإرهابي الأبرز في حياته كان في المجزرة التي ارتكبها أثناء اقتحام مديرية أمن أسيوط حيث عقد اجتماعا بين قيادات الجماعة في المحافظة عقب مقتل السادات وانقسموا إلي رأيين.. الأول اختار القتال وكان عاصم علي رأس مؤيدي هذا الرأي.. والثاني اختار الانتشار في المحافظات.. وفي النهاية تم ترجيح رأي المطالبين بالقتال وتم تكليف عاصم بتنفيذ خطة الاستيلاء علي مدينة أسيوط.
بعد يومين من مقتل السادات وفي عيد الأضحي المبارك وبينما الناس في المساجد يصلون العيد انطلقت المدافع الرشاشة في كل صوب مخلفة وراءها الجثث والدمار.. وكانت خطة الاستيلاء علي المدينة تقوم علي تشكيل أربع مجموعات لغلق مداخل مدينة أسيوط الأربعة من نواحي الشمال والجنوب والشرق والغرب.. وكانت المجموعة الأولي بقيادة حمدي عبدالرحمن مكلفة بالاستيلاء علي نقطة شرطة اللاسلكي الموجودة بجوار نقطة المرور شمال المدينة وكان عليها أيضا أن تستولي علي نقطة المرور ومنع أي قوات من الشرطة من الدخول إلي المدينة.. أما المجموعة الثانية فكانت بقيادة ناجح إبراهيم وكانت مكلفة بالاستيلاء علي قسم أول أسيوط ونقطة مرور الغرب وعدم السماح لأي قوات بدخول المدينة من طريق الغرب.. وقاد المجموعة الثالثة كرم زهدي وكانت مهمتها الاستيلاء علي معسكرات الأمن المركزي أمام كلية التجارة والاستيلاء علي نقطة مرور شرق مدينة أسيوط ومنع أي قوات تحاول دخول المدينة.. بينما قاد عاصم عبدالماجد المجموعة الرابعة وتركزت مهمتها في الاستيلاء علي مديرية أمن أسيوط وقسم ثاني أسيوط وقتل رجال الشرطة المتواجدين داخل عربات الأمن المركزي المتمركزين أمام مركز ناصر والاستيلاء علي نقطة مرور أسيوط الواقعة في الجنوب.
وكانت مجموعة عاصم هي الأكبر نظرا لكثرة المهام الملقاة علي عاتقها وكانت تضم علي الشريف وفؤاد الدواليبي ومحمد ياسين وعلي عبدالمنعم وهمام عبده ورجب الغضبان ومحمد الشرقاوي وطلعت ياسين وغيرهم.
وحاول عاصم الاستيلاء علي مدينة أسيوط وإعلانها إمارة إسلامية وانفصال الصعيد عن مصر ودخل في معركة مع قوات الأمن حصد خلالها عاصم العشرات من أرواح الأبرياء وأصيب فيها بسبعة أعيرة نارية في ركبته اليسري وساقه اليمني فعجز عن الحركة، مما سهل مهمة أجهزة الأمن في القبض عليه.
وراء القضبان
في عام 1984 حكم علي عاصم عبدالماجد بالسجن المؤبد لمدة 25 عاما لاشتراكه في اغتيال السادات وأحداث قضية الجهاد الكبري وتنقل بين سجون مصر مابين السجن الحربي وليمان طرة واستقبال طرة وسجن المنيا وسجن أسيوط وسجن العقرب.
أحد قيادات الجماعة الإسلامية التي لازمت عاصم عبدالماجد بالسجن قال ل"الموجز".. في السجن درس عاصم وتعمق في أصول الفقه وكان من أحسن كتاب القصص في الحركة الإسلامية ومن أحسن الأدباء ولديه خط جميل وهو الذي قام بصياغة كتاب ميثاق العمل الإسلامي الذي أصدرته الجماعة ولكن كان لديه مشكلة أساسية هي انه لا يستطيع أن يعيش من غير عدو ومن غير أن يعادي شخصا حتي في السجن حيث كان كل فترة له عدو.. فمثلا عادي أسامة حافظ بسبب بعض الآراء الفقهية وكذلك المسئول الإداري للجماعة بالسجن بسبب تعامله مع إدارة السجن وعادي أيضا عصام دربالة وكرم زهدي والوحيد الذي نجا من عداوته داخل السجن هو ناجح إبراهيم الذي لم يسلم من هذه العداوة بعد خروجهما من السجن وتحديدا بعد ثورة 25 يناير.
تزوج عاصم داخل السجن من سيدة من قرية جهينة التابعة لمحافظة سوهاج ووالدها هو احمد ابو يوسف والذي كان لديه ابن معتقل.. وقد أرسل عاصم والدته لتراها وأصر علي الزواج منها عندما عرف أنها من عائلة متدينة.
مارس عاصم حياته الجنسية مع زوجته داخل السجن من خلال الخلوة الشرعية التي كانت تمنحهم إياها أمن الدولة من خلال خيام يتم نصبها لهم في السجن وأنجب منها أربع بنات وثلاثة ذكور أكبرهم أروه في كلية الهندسة وأصغرهم طفل رضيع أنجبه هذا العام والذي كان يأخذه معه في اعتصام رابعة العدوية.
وعن حياة عاصم داخل السجن يقول وليد البرش في كتابه عن الجماعة الإسلامية "عش الغش" إن عاصم عبدالماجد حصل علي 300 ألف جنيه قام بإرسالها له من لندن القيادي محمد مختار الذي فر هاربا إلي لندن بعد تصاعد المواجهات بين الدولة والجماعة عن طريق أخيه شريف عبدالماجد تبرعا لأسر معتقلي الجماعة.. وقد استولي كل من عاصم وشقيقه علي هذه الأموال لنفسيهما وقاما بافتتاح محال تجارية وجعلها رأس ماله هو وشقيقه وبعد الثورة تم فتح هذا الموضوع وتعهد عاصم برد المال ولكنه لم يفعل.
وأكد البرش في كتابه أنه عندما أطلقت الجماعة الإسلامية مبادرتها في عام 1997 قام اللاجئ السياسي ياسر توفيق السري بمهاجمة الرئيس مبارك والذي ذكره الرئيس الأسبق في حديثه "الواد بتاع لندن مش عايز يسكت " فأخذ عاصم هذه الإشارة وأطلق عليه ياسر فاكس وأصدر عدة بيانات للتنديد بياسر السري وكان ذلك رغبة منه في التقرب إلي نظام مبارك.
وأكمل البرش في كتابه.. عاصم عبدالماجد كان أول المستفيدين من مبادرة وقف العنف التي قامت بها الجماعة مع أمن الدولة رغم أنه كان رافضا لها ووافق عليها علي غير قناعة منه وإنما باعتبارها تقية ومعه طارق الزمر وعصام دربالة في حين أن ناجح إبراهيم وكرم زهدي يعتبرانها مراجعة شرعية صحيحة.. وعلي الرغم من ذلك كان عاصم أول المستفيدين من المبادرة حيث طلب مباشرة من اللواء أحمد رأفت أن يحضر له شقيقه شريف وبالفعل بعد ثلاثة أيام من إطلاق المبادرة أحضر له شقيقه من سجن الوادي الجديد وكان شقيقه محبوسا في أحداث المنيا.
استفاد عاصم أيضا من الأمن الذي قام بنقله إلي سجن المنيا العمومي وكانت تأتيه زوجته لممارسة الخلوة الشرعية داخل السجن وخرج قبل أن يكمل مدته بسبب ثقة الأمن فيه وتعاونه معهم.
التحول الكبير
بعد أن أمضي عاصم ربع قرن من عمره داخل المعتقل خرج في 29/11/2006 ولكنه ظل رهن الإقامة الجبرية بمنزله الكائن بالعقار 197 بشارع الحسيني وهو في الحقيقة ملك لشقيقته جيهان.. وانعزل عاصم عن الناس خشية أن يعرف أحد من جيرانه حقيقته الإرهابية وأنه واحد من قتلة السادات ومرتكب مذبحة الأمن بأسيوط.
عمل عاصم مشروعا لبيع اللحوم المجمدة وفشل ثم مطعم أكلات شعبية وفشل إلي أن استقر به المقام في تجارة الدواجن حيث فتح محلاً لبيع الدواجن ومازال هذا المحل موجودا حتي الآن بشارع عدنان الملكي.
"الموجز" تجولت في المنطقة التي كان يقطنها عاصم بالمنيا والتقت جيرانه.. ومن المصادفات الغريبة أن العمارة التي يسكنها عاصم بها كثير من المتناقضات.. فهناك علي سبيل المثال سكان ثوريون وآخرون متطرفون.. فالعمارة التي يسكنها عبدالماجد كان يقطن فيها المهندس محمد عبدالله الذي توفي في أحداث مجلس الوزراء اثناء ذهابه لانهاء خدمته في شركة كيا للسيارات للتعاقد مع شركة ارخي ووالدته هي وكيلة المدرسة الثانوية بنات كما يقطن فيها رجل الأعمال الشهير بالمنيا أحمد عبدالفتاح وهو كان أحد قيادات الجماعة الإسلامية وزميل دراسة لعاصم وتردد أنه كان يساعده ماليا أيضا.. والغريب أيضا أن ابنة أحمد عبدالفتاح هي زوجة ضابط شرطة.
أحد الجيران قال ل"الموجز".. كل الذي كنا نعرفه عن عاصم في البداية أنه رجل ملتح جاء وسكن في العمارة وكنا نراه يوميا وهو يعاني في مشيته وربما كان يعاني من بعض العجز في قدمه.. كما كان يركب سيارة "تويوتا هاتشباك"
ويضيف.. بعد فترة اكتشفنا ان هذا الشخص هو عاصم عبدالماجد مرتكب مذبحة مديرية أمن أسيوط ومنذ ذلك الوقت وأنا أكرهه وكنت كل مرة أراه يسير من أمامي أهم أن امسك به وألقنه "علقة" ساخنة.
التقط أطراف الحديث أحد الجيران قائلا.. لو رأيت عاصم الآن في أي مكان سأمسك برقبته ولن اتركه حتي تفارق روحه الحياة حتي أخلّص الناس من شروره.
وأضاف.. لم يكن عبدالماجد يلقي علينا السلام أبدا وأنا شخصيا لم أسمعه يلقي السلام علي أي شخص بالمنطقة رغم أن هذه العمارة يسكنها العديد من الرموز مثل الدكتور مصطفي عيسي محافظ المنيا السابق.
ويستطرد.. عاصم كان غامضا وانطوائيا ولم نكن نعرف أي شيء عن دخله أو عن تجارته ثم علمنا بعد ذلك انه كان تاجر دواجن كبيراً وقام في احد المواسم باحتكار سوق الدجاج في المنيا لنفسه.
ويشير إلي أنه بعد الثورة وصعود الإخوان ظهرت عليه النعمة علي حد تعبيره وبعد وصول مرسي للحكم قام بتغيير سيارته القديمة التويوتا الخاصة بالمعاقين واشتري سيارة لوجان ثم سيارة جيب.
ويضيف صاحب محل تجاري بجوار عمارة عاصم عبدالماجد.. المرة الوحيدة التي جمعتني بعاصم احتددت عليه في الحديث وقلت له "أنت دينك عمره 80 سنة بينما ديني انا عمره 1500 سنة نبيك هو حسن البنا وعمر عبدالرحمن بينما أنا نبيي محمد صلي الله عليه وسلم ومن الغباء أن تتصور أنت وأمثالك أنكم حماة الإسلام وانه سيقع بدونكم والحقيقة هي أن الإسلام بريء منك ومن أمثالك".
وتساءل صاحب المحل.. لماذا اختفي عاصم مثل الفأر بعد "جعجعته" وتوريطه للمغيبين من أتباعه وأنصاره ولو كان رجلا لواجه مصيره في شجاعة حتي يحافظ علي رجولته أمام نفسه وأمام أنصاره ومؤيديه؟.
"الموجز" صعدت إلي أحد جيران عاصم الذي أكد أن عاصم لم يكن له أي دور سياسي أو اجتماعي وأنه منذ أن خرج من المعتقل كان منعزلا جدا عن الناس ولم يكن له علاقات بنا وزوجته سيدة منتقبة حاولت التعرف علي جيرانها من السيدات من خلال التليفون.
ويكمل.. عاصم لديه ثلاثة أشقاء أكبرهم جيهان التي تعمل مُدرسة بمدرسة الثانوية بنات يليها عاصم في الترتيب ثم شقيقه شريف الذي يعيش في القاهرة حاليا وهو غير شقيقه عاصم نهائيا فهو شخص لطيف ثم شقيقته نهال وهي تعمل مدرسة أيضا.
أضاف.. بعد فترة الثورة بدأ عاصم ينشط في تجارة الرحلات والعمرة من خلال جمعية قام بإنشائها وفي يوم وليلة انتقل عاصم نقلة أخري ظهرت علي معالم حياته.
أضاف.. ورث عاصم عن أبيه أرضاً زراعية قام ببيعها ولم نعلم ماذا فعل بهذه الأموال خاصة انه ظل ساكناً في شقة شقيقته جيهان معنا في العمارة في حين كان شريف شقيقه يتاجر في كل شيء منذ خروجه من السجن وكان همزة الوصل بين عاصم وأعضاء الجماعة.
أما المفاجأة فهي احد قيادات الجماعة الإسلامية بالمنيا والذي تصادف وجوده بمكان إجراء التحقيق والتقط أطراف الحوار وقال.. أمضيت عمرا بالجماعة منذ كانت سني 17 سنة.. موضحا أنه اعترض بشدة علي هجوم عاصم المستمر علي الحركات الثورية صاحبة الفضل علي الجماعة وكذلك علي اتهام الناس بدون سند وعلي خطابه التحريضي علي منصات الجماعة وأوصلت هذا الكلام للقيادات وأوقفت أي نشاط لي معهم في الفترة الاخيرة نهائيا وأنا غير راض عن أداء الكثيرين منهم وأولهم عاصم عبدالماجد.
ويضيف.. الإخوان دفعوا بعاصم لجعله فزاعة للتيارات الليبرالية وهم الذين دفعوا لعاصم لتمويل وإنشاء قناة الحافظ وهو من اختار عاطف عبدالرشيد ومحمود شعبان وعبد الله بدر ليكونا ضمن فريق العمل بهذه القناة.
وتابع.. أخبرت قيادات الجماعة أن ما يفعله عاصم لا يرضي الله ويجب إبعاده عن الجماعة وقلت لهم أننا خرجنا من السجون ويجب أن نحسن صورتنا أمام الشعب ولا يمكن أن يكون عاصم واجهة الجماعة لان هناك حدة في خطابه وإثارة وسبا وقذفا لكل القوي الثورية ولأنه اضر بالحركة الإسلامية وبالجماعة علي حد سواء.
ويضيف.. المحرك الرئيسي لعاصم من وراء الكواليس هو صفوت عبدالغني الذي يمتلك مكرا شديدا وكان يتواصل مع الإخوان وزج بعاصم ليحرقه ويبعده عن الجماعة فهو العقبة التي كانت في طريقه للوصول لإمارة الجماعة وصفوت كان هدفه الاسمي أن يصبح وزيرا.
أضاف القيادي.. عندما تم إقرار المبادرة كان عاصم أول من استفاد من المبادرة فقام بإخراج أخيه شريف من السجن وتم تعيينه كما حصل عاصم نفسه علي مبلغ مالي كبير من الأمن بعد خروجه.. موضحا أن شريف عبدالماجد هو كلمة السر في حياة أخيه وهو الذي يدير مشروعاته.
وأرجع القيادي سوء علاقة عاصم بجيرانه بسبب حدته قائلا هو لا يؤلف ولا يؤتلف وكلنا عانينا منه داخل الجماعة فعدم رضاه عنك يجعلك عدوا له فضلا عن أنه لا يقبل النقد.
وعن مكان هروب عاصم قال القيادي.. أعضاء الجماعة الإسلامية يجيدون فن الهرب مقارنة بالإخوان فلديهم قدرات في هذا الأمر ولا تنسوا أننا كان لدينا تنظيم سري مسلح وعاصم كان أحد قيادات هذا التنظيم الذي قام بمحاولة قلب نظام الحكم والاصطدام المسلح.
المصدر
الموجز


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.